الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم]:الميزان الاجتماعي والترابط المفقود

كتبت[نعمات النعيم]:الميزان الاجتماعي والترابط المفقود

النعيم1

يتسارع إيقاع الحياة اليومى مع تنامي وتسارع عجلة التكنولوجيا وتطور الحياة والتي أصبحت رقمية في أدق تفاصيلها لتتغير كثير من المفاهيم وتتباين الرؤى وتختلف وجهات النظر…كل ذلك نجده طبيعيآ .هكذا الحياة لاتقف عند محطات الماضى بل تتجدد وتتطور ترتقي وتواكب المجتمعات والشعوب المتقدمة .
نعم تتطور الحياة ويلعب التعليم دورا محوريا في تقدم كثير من المجتمعات على مستوى العالم بكل تصنيفاته أول متقدم وثاني متطور وعالم ثالث نامي مازال يعاني من صراعات وحروب داخلية وحدودية بين الجيران.يختلف معدل اثر هذا التعليم من دولة لأخرى،حيث نجد كثير من الدول في عالمنا النامي هذا سبقت غيرها بعقود من الزمان ولكنها تخلفت عن ركب الأمم المتقدمة بسبب الصراعات والنزاعات.
يعتبر الاستقرار السياسي هو النقطة المحورية في تقدم وتطور الشعوب فالصراع من أجل السلطة والتنافس من أجل البقاء لأمد طويل على ذات الكرسي جعل الساسة يعيشون داخل أبراج عاجية عالية تحجبهم عن المواطن الذي أصبح كل تفكيره منصبا في توفير معاشه اليومي واستقراره .التشاكس السياسى والصراع المحموم داخل مؤسسات الدولة يقلل من ثقة المواطن في من يحكمه.غض النظر عن نظام الحكم عسكريا كان او مدنيا.
يفاقم عدم الإستقرار السياسي وارتباطه بوضع اقتصادي متهالك يعاني من تضخم جامح وتخبط في سياسيات واستراتيجيات إقتصادية يتوقع ان تخرج بالبلاد الى بر الامان وما يصاحبه من إنفلات أمنى يومى يرتبط مباشرة مع حركة المواطن في بحثه عن معاشه اليومى بشتى الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة ،من أزمات الدولة وينعكس مباشرة علي أمن وإستقرار المواطن .غياب الأمن وعدم الإستقرار السياسي والإقتصادي وتردي الأحوال المعيشية إنعكس سلبآ علي الحياة الإجتماعية داخل الأسرة الواحدة مما ادى لضعف في العلاقات الإجتماعية واحيانا تفككها بحجة الأوضاع المعيشية المتأزمة .
يتحدث خبراء الاقتصاد عن الخلل في الميزان التجاري وارتفاع الأسعار مع هبوط متواصل لسعر الدولار والذي يتوقع ان نفرد له مساحة أخرى في تعاطينا مع قضايا الراهن الإقتصادى. كذلك حالة الكساد داخل الأسواق مع معدل تضخم مرتفع جدآ .ويرى محللون اجتماعيون أن المواطن هو من يدفع الثمن باهظا .أصبح ضعف العلاقات الاجتماعية والتواصل الإجتماعي على مستوى الحضر مع تزايد موجات الهجرة من الريف للحضر مؤشرا جديدا يحدد مسار التنمية وميزانها المختل .تريفت المدن وضعفت مظاهر الحضارة والمدنية فيها .
تتداخل وتتشابك أسباب التدهور في بنى المجتمعات لتداخل رؤى وأفكار ساستها وقادتها ونظرياتهم بين فن الممكن والمستحيل. تحتاج هذه المجتمعات لضبط إيقاعها ورتق نسيجها الإجتماعي ،مجتمعات يغلب عليها الطابع القبلي والذي نعتبره عامل وحدة وليس عامل تناحر وتصارع وخلافات فقدوا وبسببها المال والولد والسند والعضد .
دعونا نجعل كل أزماتنا نقطة قوة ننطلق منها لبناء مجتمعات متماسكة مترابطة إجتماعيا.تعانى دولنا وفي عالمنا النامي هذا واحيانآ النائم من اختلال ميزان توزيع الثروة قبل السلطة .أصبح المال خارج النظام المصرفي وذلك لانعدام الثقة بين المواطن والأجهزة المصرفية .أصبحت الثروة عند أصحاب المهن الهامشية او أصحاب العمل غير المنظم .معظم هذه الثروات تضيع وتذهب مع رياح الأسعار المتقلبة والتضخم الجامح والأسواق المجنونة نعم مجنونة …لا تخضع لرقابة او محاسبة ..الكل يبيع ويشترى علي هواه .كيف يستقيم الميزان الاجتماعي مع ميزان اقتصادي متهالك …ضعفت الروابط والعلاقات الاجتماعية خوفا من مارد السوق الذى خرج مهددا الغنى قبل الفقير ،الكل أصبح يشتكي من الضائقة المعيشية .الكل يحتاج لضبط المصنع وضبط بوصلة حركة دخله ومصروفاته.
دعوتنا ان نعود ونعيش مجتمعا متكاملا يسند غنيه فقيره حتى لا نحيد عن المسار الصحيح .دعوتنا ان نعزز قيم الفضيلة فينا …لا الحكومات ولا الانظمة الحاكمة هي من يحدد معاشنا لأنها جميعها الى زوال. ولكن الوطن للجميع .والجميع مسؤول عن بناء الوطن وترابط المجتمع .