الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم]:المهن الهامشية تقلب موازين الاقتصاد

كتبت[نعمات النعيم]:المهن الهامشية تقلب موازين الاقتصاد

النعيم1

يلعب القطاع الخاص دورا حيويا وهاما في النشاط الإقتصادي ويحرك عجلة النمو والتي بالضرورة تدفع بميزان الدولة نحو التقدم او يكون متأرجحا بحسب سياسات الدولة والنظرة الكلية للاقتصاد. فالنشاط الاقتصادي عموما حكومي او خاص تحكمه نظريات وقوانين تضبط هكذا أنشطة.تعرف منظمة العمل الدولية العمل غير المنظم في الاقتصاد بأنه جميع الأنشطة الاقتصادية التي يؤديها العاملون أو الوحدات الاقتصادية وهي بالقانون غير مغطاة كليا او بشكل كاف.
عالم الإقتصاد يصعب الغوص في أعماقه وذلك لتعقيدات معادلاته وقضاياه الشائكة .تتقلب وتتأرجح موازينه بين النمو والتدهور .فدولة المؤسسات تستطيع أن تضبط حركة نمو اقتصادها .غابت المؤسسية عن كثير من الدول التي عانت من صراع السلطة والثروة لينعكس ذلك سلبا على المواطن الذي ظل يبحث عن سبل كسب عيشه بشتى الطرق وما صاحبه من مظاهر سالبة إعتبرها البعض خصما علي معدل التنمية ونحن نبحث عن موطئ قدم داخل منظومة التنمية المستدامة . ظهرت كثير من الأنشطة الإقتصادية متباينة المصادر لا منهجية تضبط عملها لا قوانين تنظم نشاطها.
سبب ظهور بعض المهن الهامشية كما يحلو لنا أن نطلق عليها هكذا مسميات قلقا لخبراء الاقتصاد وأصحاب الشأن ووصفها البعض بانها مهدد حقيقي للاقتصاد مايجعل ميزان الدولة مختلآ .وحتى نعرف ونتعرف على هامشية هذه المهن التي ظل يمارسها خريجي الجامعات من حملة الدرجات العلمية الرفيعة ومن فقدوا وظائفهم أو حتى الذين لم ينالوا شرف الوظيفة بدواوين دولة المؤسسات.
يمتهن ذات المهن من فقدوا مقاعدهم بقاعات الدرس داخل مؤسسات التعليم من مدارس إلى جامعات ومعاهد لسبب أو لآخر.
لم تكن هذه المهن حصريآ علي الباعة المتجولين والذين يسرحون ببضائعهم داخل الأسواق وفي تقاطعات الشوارع الرئيسية داخل المدن وحتى الريف لم يستثنى ،فقد امتهنها صغار السن والشباب والرجال ونافستهم فيها نساء بلادي ،ليمتد نشاط هذه الفئات ويدخل عالم السيارات والعملات الوطنية والصعبة والمضاربات الوهمية لتخلق طبقة من الأثرياء وتجار الازمات سرعان ما تذوب وتتلاشى إن لم تحسن إدارة المال.
لعل المهدد الحقيقي يتمثل في التعامل غير الممنهج والمدروس مع الكتلة النقدية خارج النظام المصرفي والتي يصعب ضبطها لانعدام الثقة بين المواطن والنظام المصرفي وحالة التضخم الجامح التي يعاني منها اقتصاد الدولة.
كذلك مهدد آخر يجسده لنا عدم الوعي بالقيمة الحقيقية للعملة الوطنية وإستثمارها بطرق علمية مدروسة .نعم هناك أموال بارقام خيالية عند اصحاب مهن تعتمد علي رزق اليوم باليوم وان كثر هذا الرزق يبتلعه السوق بكل تناقضاته من تزايد مضطرب وغير مستقر للأسعار مع ركود لحركة البيع وكساد وإحجام عن شراء وبيع أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء ومساء. غياب المنهجية في التعاطى مع هكذا اموال يفقدها قيمتها الحقيقية .
تستمر عجلة الحياة الإقتصادية بكل تروسها الصغيرة والكبيرة في غير إنسجام لتفتح لنا بابا واسعا للنقاش علنا نخرج برؤي اقتصادية ونظرة ثاقبة تخدم وتطور اقتصادنا و حتى لا يختل ميزانه