الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم]:الثوب السوداني إرث قديم

كتبت[نعمات النعيم]:الثوب السوداني إرث قديم

النعيم1

نتغنى ونردد و نتغزل في اشعارنا بجمال السودان الوطن …الطبيعة ….العادات التقاليد ….الموروثات .ملوك وملكات التاريخ ….الحضارة التي سبقنا فيها غيرنا من الأمم والشعوب .نعتز دومآ بهويتنا وثقافتنا …نظل نكتب ونبحث في أعماق التاريخ لنجد القواسم المشتركة التي تربط بيننا وشعوب المنطقة المحيطة بنا .نتفق ونختلف في كثير من الأمور والقضايا سياسيآ واقتصاديآ ،لكن تجمعنا الثقافة والآداب والفنون .لم يكن الصراع يومآ ما حول الثقافة بكل مكوناتها .
يتميز السودان بتنوعه الثقافي باختلاف مناخاته وتكويناته الإجتماعية الإثنية والقبلية حيث تباين اللهجات المحلية تعبر عن ثقافة كل منطقة في السودان الوطن، لكن يجمعها حب الوطن
.يعتبر الثوب السوداني أحد الشواهد وأقطاب التراث السوداني.يعود تاريخة لعدة قرون،اخذ عدة مسميات والوان مابين الاسود( توب الزراق) والابيض والذين إرتبطا بحالة الحداد والحزن علي المتوفي غض النظر إذا كان الزوج أو الوالد او اي شخص داخل الأسرة من ذوي القربى وتمتد وتتوسع إستخداماته بين الحسان في الريف والحضر يحكى عن جمال المرأة السودانية حيث تغزل الشعراء وغني المطربون لجمال الثوب وصاحبة الثوب . تتسع دائرة إستخدام الثوب والذي ارتبط بصورة مباشرة بفئات عمرية محددة لما له من ارتباط بستر الجسم والاحتشام
.كان الثوب السوداني علامة مميزة لطالبات المدارس وكليات المعلمات والمعاهد العليا والجامعات منذ عقود من الزمان،بجانب شريحة الموظفات والعاملات بالدولة خاصة حقل التعليم والصحة وغيرها .
يظل الثوب الابيض محل إحترام وتقدير نساء بلادي رغم حالة الاختفاء القسري بسبب حركة عجلة التكنولوجيا و إيقاع الحياة المتسارع وتأثرنا بالوافد من الأزياء للثقافات والمجتمعات الغربية والغريبة جعل الكثير من الشابات يصرفن النظر عن إرتداء الثوب- واستخدام بدائل اخرى- والثوب الأبيض بصفة خاصة والذي إن حصر فقط داخل بعض مؤسسات الدولة وسط شريحة العاملات بالقطاع الصحي والتعليم. ارتبط لبس الثوب الأبيض عند نساء بعض الأحزاب السياسية ولهن فلسفتهن في ذلك .
هي دعوة نطلقها بالعودة الثوب الأبيض زينة و احتشام وأناقة .اشتعلت الأسافير إبان إنطلاقة ثورة ديسمبر 2018 بإحدى الفتيات وهي ترتدى الثوب الابيض ليتها واصلت في إرتدائه عله يكون محفزا لجيل الثورة بالعودة للثوب الأبيض رمزا للزي القومي السوداني الذي ظللنا نتوارثه جيلا عن جيل.
دعوتنا ان تهتم شاباتنا بمؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني الترويج لعودة الثوب الأبيض ليلعب دوره تعريف وتوثيق لأرث قديم يتجدد ويتطور مع إيقاع الحياة مثلما تطور ثوب المناسبات الإجتماعية واخذ عدة أشكال وألوان ومسميات ارتبطت بأحداث وفترات زمنية وحتى الشخصيات القومية أخذت حظها من أسماء الثوب السودانى لايسع المجال لذكرها في هذا المقال.
ليت الثوب الأبيض يجد حظه من إهتمام شاباتنا تعزيزا للهوية السودانية وحفاظا على الإرث القديم .