ينتشر الفقر وسط معظم المجتمعات حتى في الدول الغنية ،تختلف درجاته وأنواعه وأسبابه من دولة إلى أخرى .ترصد بعض الدول ميزانيات ضخمة لمعالجة جذور الأزمة وأخرى تعد دراسات لبحث القضية من عدة زوايا.دفعت حدة الفقر بعض ضعاف النفوس لأسلوب الكسب الرخيص بأقصر الطرق أيآ كانت نتائج هذه الأساليب ،كان النهب والخطف والسرقة علي الملأ وفي وضح النهار لتشكل خطرا حقيقيا يؤرق المجتمع بكل مكوناته.
إتخذت شريحة أخرى التسول بابآ تتكسب عبره قليل من المال، لتشكل مظهرا غير حضاري لا يشبه شعبا ينادى بمدنية الدولة وبناء دولة متحضرة كغيرها من الدول في محيطها الإقليمى .ينتشر المتسولون في كبرى مدن السودان ،بالتركيز علي تقاطعات الشوارع الرئيسية جوار إشارات المرور في حضور مبكر ما يشي بان المسألة لم فاقة وعوز إنما تندرج في قائمة الجريمة المنظمة.تتراوح أعمار من يمتهن التسول بين طفل لم يبلغ الخامسة من عمره ال شيخ كهل رسم الزمن على وجهه علامات البؤس والشقاء.لم تكن مهنة التسول إذا لنا تسميتها حصريآ علي الرجل فقد تقاسمتها المرأة معه واتقنتها بكل فنون التسول من دعاء بطيب الكلام الى تمنى بتوفيق في شئون الحياة الخاصة.
يشكل تنامى ظاهرة التسول ظاهرة اجتماعية أصبحت تشكل خطرا حقيقيا يقلق الدولة ويعكس فشلا ذريعا في وضع سياسات وإستراتيجيات تقلل من حدة الفقر الذى استشرى وكان الدافع القوى لظهور هكذا فئات اجتماعية نحسب وجودها بهذا العدد المتزايد كل يوم. قد نختلف او نتفق ان هناك جهات خفية لها أجندتها في تزايد أعداد المتسولين داخل كبرى المدن .خطورة المتسولين وانتشارهم داخل المدن يحتاج تضافر جهود الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني للخروج برؤية تقلل من حدة الفقر باعتباره أحد أسباب التسول .وهناك من يمتهن التسول حال فقدان وظيفته او عمله الذي يتكسب من وراء لقمة عيشه. وفئة ثالثة تمتهن التسول بسبب البطالة وعدم الحصول علي عمل .
التسول كغيره من الظواهر السالبة التى ترسم صورة شائهة في وجه المدينة …لا استثناء في ذلك حيث تجد عشرات المتسولين ينتشرون في كبرى المدن فهو حالة تحتاج دراسة اجتماعية تعالج جذور الأزمة بجانب رؤية قانونية تصدر لوائح او قوانين تمنع التسول بعد معالجة أسبابه الحقيقية وتوفير فرص عمل حتى وإن كان هامشيا .كذلك تحتاج معالجة ظاهرة التسول لدراسات اقتصادية وتحليل موضوعي لحجم الظاهرة ومدى تأثيرها على الإقتصاد القومي فالشاهد ان ممارسة التسول بصورة راتبة منظمة وممنهجة يحول كتلة من قوة العمل والطاقة البشرية الى عناصر إنتاج خاملة وغير فاعلة دون قيمة مضافة تسهم في دفع الاقتصاد القومي.
مجموعة أسئلة نطرحها هل (مهنة التسول ) أصبحت جاذبة لكل الفئات العمرية وسط شرائح فقدت فرصتها في التعليم؟ هل عجزت الدولة في تجفيف مصادر التسول؟ ما هي الجهة التي تدفع بهذه الأعداد الكبيرة من المتسولين؟ من المسؤول عن تنامي الظاهرة؟ أين مؤسسات الضمان الاجتماعي والرعاية الإجتماعية؟ ما هو دور مؤسسة الزكاة في الدعم الحقيقى لشريحة الفقراء؟
دعوتنا ان يعود المجتمع وترابطه وتماسكه وتعاضدهم حتي تختفي هكذا ظواهر سالبة تعمل علي تشويه صورة مجتمع المدينة الفاضلة. ودعوتنا ان نتشارك حلو الحياة ومرها …الفقر هو عدو الإنسان الأول وله تبعاته من بحث طرق غير شريفة للعيش حياة كريمة. ودعوة ثالثة ان نعزز قيمة الوطن فينا …الوطن للجميع …وحب الوطن لا يتأت وشوارعنا ملأة بمئات المتسولين.دعونا نحافظ علي جمال الوطن بتحسين صورته ورسم خارطة طريق تقلل من حدة الفقر وبالتالي معالجة ظاهرة التسول.