يتحدث خبراء الإقتصاد كثيرا عن الاقتصاد الأزرق ودوره في التنمية المستدامة .يتساءل البعض عن معنى ودلالة الاقتصاد الأزرق الذي أصبح يتردد كثيرا في جدول الأعمال الدولي للتنمية المستدامة.الاقتصاد الأزرق هو علم الإدارة الجيدة للموارد المائية والإعتماد على البحار والمحيطات في التنمية المستدامة ، والقضاء على الفقر وتحقيق الإكتفاء الذاتي من الغذاء . كذلك يتعلق بالاستخدام المستدام للموارد المائية والحفاظ عليها بكل مسمياتها من محيطات وبحار إلى أنهار وبحيرات .
نتناول اليوم موضوع الاقتصاد الأزرق لتسليط الضوء عليه كعلم حديث ومفهوم جديد بدأ يأخذ حظه من التداول والبحث والنقاش حيث أصبحت الموارد المائية إحدى نقاط الارتكاز في بحث قضايا المياه عالميا. تذخر كثير من بلدان العالم النامى بموارد مائية ضخمة ولكن ينقصها الإستخدام الأمثل لكل هذه الموارد فنجد الدولة الواحدة تتنوع وتتعدد بها الموارد المائية فالسودان علي سبيل المثال يطل على ساحل البحر الأحمر بطول ٧٨٠ كلم ،بجانب نهر النيل اطول انهار العالم اضف لذلك الأنهار الأخري والتي تشمل روافد النيل الفرعية متمثلة في النيل الازرق والنيل الابيض والذين وجدا حظهما من الغزل في الشعر والغناء السوداني .ولا ننسى نهر عطبرة الثورة والسكة حديد .وغيرها انهار داخلية موسمية تدفع وتعزز من مخزون المياه بالسودان إذا أحسن إستغلال هذه المياه.
كل هذه الموارد المائية الضخمة تجعلنا نرفع حاجب الدهشة كيف لا يستفيد السودان من هكذا كميات من المياه والتي تذهب هدرا في فصل الخريف وما يصاحبه من كوارثه. نحزن كثيرا لغياب او قلة الدراسات التي تهتم بحصاد المياه واستخدامها الاستخدام الأمثل. أوقفتني مشاركة السودان مؤخرا في مؤتمر الاقتصاد الأزرق لدول الإيقاد بأديس أبابا -أثيوبيا والذي تناول إستراتيجية الإيقاد الإقليمية للاقتصاد الأزرق في الفترة من ٢٠٢١ -٢٠٢٥
تشمل إستراتيجية إيقاد للاقتصاد الأزرق عدة مجالات ذات صلة بالموارد المائية والبيئية،السياحة البحرية والملاحة البحرية والتي نحسبها مفصلة على دولة الإيقاد والسودان واحدة من هذه الدول غنى بموارده المائية المتعددة جدآ وفقره المدقع جدآ. تكمن قضية السودان في إدارة موارده .تكمن قضية السودان في ضعف الإنتماء للوطن وحفظ موارده . يتقدم السودان قائمة الدول ذات المصادر المائية المتنوعة وهذا ما تؤكده خبراء المياه في بلادي ،كذلك يتقدم السودان الدول الأكثر فقرآ في محيطه الإقليمي ناهيك عن العالم ،وهذا لعمري هو التناقض بعينه.
دعونا نسأل بالصوت العالى كيف يمكن للسودان ان يستغل كل هذه الموارد الاستغلال الأمثل والاستفادة القصوى فيما يخدم التنمية المستدامة ويساهم في دفع الاقتصاد الوطني. ودعوتنا الأخرى أن نسلط الضوء على مفهوم الاقتصاد الأزرق حيث ان السودان من الدول ذات الإهتمام به لأسباب ذكرناها آنفآ وتعززها بدور الإعلام بكل وسائله ووسائطه برفع وعي المجتمعات بمفهوم الاقتصاد الأزرق وإستراتيجيته ودوره في التنمية المستدامة وخطة استراتيجية الأمم المتحدة للعام ٢٠٣٠ عاما لتحقيق أهدافها .
دعوتنا أن يعكس إعلامنا المشاركة الحقيقية للسودان في المحافل الإقليمية للمواضيع الإستراتيجية والتي تعني المواطن في المقام الأول.ليت الوطن والمواطن يكون نقطة الارتكاز الوطنية قولآ وفعلآ . أما اللون الأزرق له خصوصية عند أهل السودان بداية بالنيل الأزرق ،وفريق الهلال وشعاره اللون الأزرق ،وفضائية النيل الأزرق .اللون الأزرق له دلالاته ورمزيته ،عليه لابد أن نعمل على شرح مفهوم الإقتصاد الأزرق طالما السودان جزء من منظومة الدول المهتمة جدآ بهذا الإقتصاد .الإقتصاد الأزرق مجال واسع يتوقع أن يجد حظه من البحث والنقاش والتناول الإعلامي بكل أشكاله وقوالبه.