من اللجان المهمة التى تشكلت في المرحلة الجارية اللجنة الفنية العليا لإنجاح الموسم الزراعي ومن أسباب نجاحها إسنادها للسيد محمد عبدالرحمن والى القضارف وفي ظل تعقيدات كبيرة معلومة بسبب الحرب ومع شح الخريف في عدد من الولايات تمت زراعة أكثر من 47 مليون فدان مع توفير كمية هائلة من المخزون الإستراتيجي ونحو 9ملايين حبة من البذور في المخازن!
مع الحرب لن يحتاج أهل السودان -إن شاء الله – للحبوب والدقيق وذلك المكون الرئيس للغذاء ونستطيع القول باطمئنان كامل ان الموسم الزراعي قد عبر في دورته الحالية مع الاستعداد التام للدورة القادمة ومع ان الحرب وآثارها الحالية قد تسببت لبعض المزارعين والتجار في خسائر واضحة ولكن هذا الكسر جبر بتوفير كثير من المحاصيل لكثير من الناس ممن لا يملكون زرع ولا عرض!
بالنسبة للتعليم عمدت وزارة التربية والتعليم الى معالجات للأوضاع حتى لا يتضرر التلاميذ والطلاب فهناك ولايات على رأسها الخرطوم قد تأثرت مدارسها بالحرب بشكل مباشر إضافة لبعض المدارس في الولايات الغربية وقد خاطب في ذلك السيد الحوري وزير التربية والتعليم مدراء مدارس الولايات الآمنة لاستيعاب التلاميذ الوافدين إليها مع برامج خاصة لهم ولأسرهم للتغلب على الآثار النفسية للحرب ولقد تمكن الجميع من آداء الامتحانات النهائية مع تلاميذ مدارس الولايات بل ان تلاميذا من الخرطوم -رغم الظروف والحال الحرن -أحرزوا مراتب متقدمة وعلى سبيل الذكر وليس الحصر كانت أولى الولاية الشمالية من الخرطوم!
من المعالجات التى تمت أيضا تمرير طلاب بعض الفصول الدراسية دون الحاجة الى عقد امتحانات واعتبار آخر امتحانات نتيجة للمرور للمستويات الأعلى ونجح ذلك لأن حرب 15 أبريل نفسها وقعت في نهاية العام الدراسي حيث لم يتبق له فعليا الكثير ومع ذلك جدير بالذكر القول ان هذه الحرب اضرت أيما ضرر بالشهادة السودانية والتى كان قد تبقى لها نحو شهران فقط فعصفت بها الحرب للمجهول من الزمان والمكان
ان تاريخ وحاضر بل ومستقبل الشهادة السودانية يجعل من عملية قيامها خاضع للمحافظة على سيرتها وعلى صورتها معا بحيث لا تخضع الى معالجات يمكن ان تؤثر على سمعتها وامتحانات الشهادة السودانية تقوم كما هو معلوم على مقومات كبيرة وكثيرة لابد من توفرها وهى مقومات مادية وعينية ولوجستية وكانت ولا زالت القوات المسلحة شريكا مهما في إنعقاد الإمتحانات لذا ما لم تستقر الأوضاع تماما فإن اي محاولة لعقد امتحانات الشهادة السودانية حاليا هو مجازفة بسمعتها وخدش لصورتها وهو فعل ان تم فإن ضرره أكبر من نفعه !