استقبلت السعودية أمس الرئيس الصيني” شي جين بينغ”، بقصر اليمامة بالرياض ، في أول زيارة، تستغرق عدة أيام ، سيتم من خلالها إنعقاد مؤتمرين هامّين ، وتوقيع عشرات الإتفاقيات التجارية والإقتصادية والعسكرية ، في أكبر شراكة إستراتيجية.
تأتي زيارة الرئيس “شي” للسعودية، على عكس زيارة الرئيس الأمريكي بايدن لها ، فالسعودية استقبلت بايدن ببرود شديد ،حين لم تفرش له البساط المعلوم المعهود ، رداً على تصريحاته ، قبل وصوله إلى البيت الأبيض وبعده ، بقوله أنه سيجعل من السعودية دولة منبوذة ، كما أصدر تقريراً إستخباراتياً اتهم فيه ولي العهد السعودي بالضلوع في مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي ، وعن تقرير حول هجمات سبتمبر أشار إلى تورط محتمل للسعودية. وعاد بايدن للبيت الأبيض، دون أي مكاسب تذكر من الزيارة.
لا شك أنّ زيارة الرئيس الصيني للسعودية ستقلق منام العم سام، سيما وأنّ الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي لديها خطط وبرامج استراتيجية للهيمنة، وسياسات للتمدُّد خارج حدودها، من خلال التعاون الإقتصادي والقروض ، عكسها وروسيا التي تحاول أن تسجل حضورها في الساحة الدولية من خلال القوة العسكرية وتصدير المرتزقة على غرار مجموعة “فاغنر”. وفي الوقت الذي كانت تستقبل فيه السعودية الرئيس الصيني ، إذ يعلن وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” أنّ الصين لازالت تشكل التحدي الأمني للولايات المتحدة الأمريكية، وتحذر الإستراتيجية الدفاعية الأمريكية من أنّ الصين تعمل على تقويض تحالفات الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، وتستخدم جيشها المتنامي لإكراه وتهديد الجيران .
إنّ المملكة العربية السعودية، وبعقلية الشاب “المِفتِّح” الأمير محمد بن سلمان ، أصبحت تنظر لِخُيَلاء العالم حولها بأنّ : “خالك قرشك” ! ، وطالما أنّ البترول السعودي يضخ بغزارة فستوظفه السعودية لمصلحة ورفاهية الشعب السعودي أولاً ، وستدخل به عصر التقنية والتكنولوجيا من أوسع أبوابها.
أمّا نحن ، الذين نملك “البحر” و”النهر” و”الذهب” و”اليورانيوم” و”البترول” الذي مازال مجمّداً تحت الأرض، و”الغابة” و”الصحراء” و”السهل” و”الوادي” و”الأرض البكر ” التي تنتج كل خيرات الدنيا ، والموانئ المدخل والمخرج الوحيد لمعظم دول أفريقيا وآسيا، والثروة الحيوانية، والحياة البرية. وفوق ذلك المورد البشري، تلك ” “العقلية السودانية” التي عمّرت مدن العالم ، وخاصةّ دول الخليج.
نحن … مازال يفكّر لنا “فولكر” وأمريكا وبريطانيا ودول التريكا…. هذه الدول التي تركت “أشغالها” و” خلّت الجاي والجاي “وأمست “متّلّحانا”! ، و” حارسانا سنة كاملة “! ،” معقولة دي؟! “، لدرجة تدخل معنا” القصر الجمهوري” وتجتمع فيه بكل أريحية، و”غرضها كان ما انقضى” خلِّي القصر ينهد “!، كيف لا وهو ذلك القصر “المحسود ” الذي اجتث فيه رأس أكبر عدو لدود !. هذه الدول ” كان ما شافته منهد أمام ناظريها ، ما بترتاح”، لذلك، هي تعلم تماماً و100٪، أنّ مابدأ يوم 5 ديسمبر، لن يتم، وتنتظر ” يوم العركة ” وهدم القصر ، لتعلن بأن السودان أصبح دولة فاشلة ، شأنه شأن العراق واليمن وسوريا وليبيا. لكن هيهات… هيهات!.
ليت السيد البرهان يعود من لقاء السعودية والصين، و” يبغر ” من عزة النفس هناك ، ويجمع أنفاسه… ويجمع كل الفرقاء السودانيين” بدون وسيط أجنبى” ، يجمعهم في قاعة الصداقة ، وبدون حضور إعلام خارجي حتى ! ، ويقول لهم بالحرف الواحد (ياناس هوي.. هلّا هلّا على الجد .. نحن الآن عاوزين نشكِّل حكومة مدنية مستقلة، لمدة عام واحد فقط ، هدفها معيشة المواطن، والترتيب للإنتخابات، أمّا موضوع الدستور والهوية وخلافه اتركوه للحكومة المنتخبة التي يأتي بها كل الشعب السوداني ، و”مافي دستور مؤقت يقرِّر فيه أشخاص بدون تفويض من الشعب…ومافيش هوية تُفرض من دون الشعب السوداني، صاحب الهوية ، فلنبدأ : رشّحوا لنا 30 سوداني مستقل ، صوِّتوا عليهم داخل هذه القاعة).
وبعد أن يتم الترشيح والاختيار ، يقول البرهان مخاطباً الذين تم اختيارهم :
(بعد غدٍ في ذات المكان ونفس الزمان تعالوا لنسلّمكم الأمانة،، وابقوا عشرة على البلد،، والسلام ).
هنا يسجل السيد البرهان اسمه من “ذهب” مع الراحل سوار الدهب، عندما أوفى.. ووعد.. وسلّم.. وذهب ! .
هنا تضج القاعة بالتصفيق الشديد ، ويخرج الشعب السوداني عن بكرة أبيه فرحاً بالإتفاق الحقيقي ، بإرادة سودانية خالصة. عكس يوم توقيع “الإتفاق الإطاري” الذي لم يخرج لتأييده أحد ، وعدم الخروج للإطاري وحده يشكِّل استفتاء بالرفض من جموع الشعب السوداني ، “كان ناس فولكر بحسّوا” !.