في مقالي يوم 13 نوفمبر ، قبل أربعة أيام ، تحت عنوان “فولكر تاااني” ذكرتُ أنّ “فولكر تورك”، المفوض السامي الثامن للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تولى مهام منصبه رسمياً يوم 17 أكتوبر الماضي ، أي قبل أقل من شهر، وقلتُ أنّ زيارته للسودان، تُعتبر أول خروج له منذ تعيينه ، وبالتالي يُعتبر حضوره للسودان “جديد لنج”! و”كرت”! ، ومن “الورقة”!
وكأنّه صُنِع خصّيصاً للسودان ! ، وذكرتُ أنّه بعد فشل “فولكر الأول” في مهمته، تم إرسال “فولكر الثاني” للسودان للتلويح بقوانين حقوق الإنسان ، خاصةً وأن وظيفته الأساسية هي محامي نمساوي معروف ، وهو متخصص في حماية المدنيين، وقلت أنّ “كرت” التهديد بالعقوبات هو الذي ستشهره أمريكا وحلفاؤها !
إن كانت عقوبات تطال مسئولين لمزيد من الضغط للتوقيع على وثيقة نقابة المحامين التي شهد إعدادها “فولكر الأول” بدار المحامين ، أو عقوبات ضد السودان بتطبيق الفصل السابع ، في حالة فشله في تشكيل حكومة إنتقالية تؤدي لإنتقال مدني ! .
وقد كان .. وبعد أن قضى في السودان أربعة أيام، زار فيها دارفور، وفور عودته للخرطوم أمس ، وقبل المغادرة ، عقد مؤتمراً صحفياً، وكما توقّعنا بالضبط ، أعلن فيه “فولكر الثاني” الآتي :
() تأكيد 19 حالة إغتصاب وانتهاك جنسي خلال مظاهرات السودان التي اندلعت منذ 25 أكتوبر 2022
() أكّد أنّ السودان يمر بمنعطف خطير ، وأنّ حقوق الإنسان يجب أن تكون في جوهر الإنتقال.
() أكّد أنّ إجراءات 25 أكتوبر 2021، أنهت التطوُّر التشريعي والقانوني في البلاد .
() أكّد إنخفاض دخل الفرد اليومي في السودان إلى دولارين ، وارتفاع أسعار الكهرباء إلى 25 ضعفاً ، وارتفاع أسعار الخبز والوقود ، والإقتصاد في حالة انهيار.
() أكّد أنّ ثُلث سُكّان البلاد في حاجة إلى مساعدات إنسانية ، مع وجود سبعة ملايين شخص يهدِّدهم الجوع في ظل انعدام الأمن الغذائي في البلاد .
() أكّد وجود 211 ألف نازح خلال العام الجاري ، جرّاء اندلاع أحد عشر نزاعاً داخلياً بين مختلف القبائل في دارفور غربي السودان .
() أكّد مقتل 400 شخصاً جرّاء النزاع القبلي في ولاية النيل الأزرق ، و150 شخصاً في ولاية جنوب كردفان .
() أكّد أنّ الوضع في السودان لا يُبشِّر بالكثير ، وهناك حاجة ماسّة لحماية المدنيين ، والحوجة إلى خطة عمل قومية ، لتوفير الأمن والسلام
آخر السطور :
أمس أعلن المجلس السيادي تمسكه بالتوافق مع الأطراف السياسية، ثم بعده بسويعات، أعلن إئتلاف قوى الحرية والتغيير تأكيده التوصل إلى إتفاق إطاري مع الجيش السوداني . ثم بعده بسويعات أعلن رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل، مولانا محمد عثمان الميرغني ، ومن خلال خطاب مسجل ، حسب “السودان نيوز” قائلاً :(إنّ الخطوات المستعجلة في الإتجاهات الخاطئة قد تجلب مفسدة وضرر كبير) وقال :(إنّه بالنظر إلى الظروف الدقيقة التي تعيشها البلاد، نعلن رفضنا للإملاءات الأجنبية).