قبل شهر ، دعت الآلية الرباعية التي يمثلها سفراء الدول الأربع، الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي ، لعقد اجتماع، بمنزل السفير السعودي ، يضم قادة “الجيش” و”الحرية والتغيير-المجلس المركزي”، و”أطراف عملية سلام جوبا”، لمناقشة تعثُّر الحوار بشأن عملية الانتقال المدني الديمقراطي وتشكيل حكومة وهياكل الفترة الانتقالية ، وما أن لاحظت الرباعية دخول طرف غير مدعو للإجتماع ، حتى ألقته، وغابت عنه الإمارات .
وتمر الأيام وتأتي مصادر الأخبار ، بأن الآلية الرباعية سوف تلتقي البرهان وحميدتي ، وتمر الأيام ، ويصدر بيان من نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو ، عبر إعلام قوات الدعم السريع ، بأنه عقد إجتماع مع رئيس المجلس ، عبد الفتاح البرهان، ووافق على أن تُعيِّن القوي السياسية المدنية رئيساً للمجلس السيادي ورئيساً لمجلس الوزراء ، كان ذلك يوم جمعة ، والبيان الذي صدر باسم قوات الدعم السريع وليس القصر
لكن أعقب بيان حميدتي بيان آخر من مستشار البرهان “أبو هاجة” بأنّ الجيش لن يسلِّم السلطة إلّا إلى حكومة مُتوافَق عليها من كل السودانيين ، أو حكومة منتخبة. وهاجت بعض الأسافير ووسائط التواصل ، بأنّ الجيش قد تراجع ، وأنّ خلافاً دبّ بينه والدعم السريع ، رغم نفي “البرهان” و”حميدتي”.
وتمر الأيام ، وقبل أيام ، ترشح الأخبار أنّ هناك مفاوضات تجري ما بين رموز من ممثلي الحرية والتغيير “المجلس المركزي” والمكون العسكري ، لإيجاد صيغة تسوية لتجنب البلاد الإنهيار، الأمر الذي أثار دهشة الشارع السوداني، إذ كيف للحرية والتغيير، صاحبة اللاءات الثلاث، أن تقبل وتجلس للتفاوض؟! … ولم ينتظر “فولكر” إنزال حاجب الدهشة من تصرف الحرية والتغيير ! ، فيُعلِن و”يِبشِّر كمان” بقرب حل الأزمة السياسية ، بل أكّد الإتفاق بين الأطراف على فترة إنتقالية لمدة عامين، حين قال “أُشارِك السودانيين الجو التفاؤلي”!!!
كلام غريب !!
ثلاثة أرباع المكونات السياسية في السودان خارج دائرة هذا الإتفاق ، والسيد “فولكر” (يُبشِّر) به ، ولوحده ، وسط “الدارة”!! وكأنِّي بالمثل السوداني السخيف الطريف :
“شكّارتا دلّاكتا “!.
ويتململ الشارع !، و”يتنحنح” الجيش ، ويسرع البرهان في لقاء جماهيري ليصلح ما أفسده” فولكر “!. ويقول :”سنظل مع الشعب ولن نسلِّم السلطة بوضع اليد ولن يتم إقصاء أحد”.. ويهرع البرهان كعادته في مثل هذه المواقف، لمجلس عُمده وسنده ” كبار الضباط” ليعقد إجتماعاً تنويرياً بالقيادة العامة ، أمس الأول ، من رتبة لواء فأعلي، ويستعرض الموقف السياسي الراهن،
مؤكداً موقف القوات المسلحة الثابت تجاه قضايا استقرار وأمن البلاد في ظل التحديات الحالية، نافياً ما يُشاع عن إبرام أي تسوية سياسية ثنائية مع أيٍ من المكونات، وأكد أنّ القوات المسلحة ستقف على مسافة واحدة من الجميع ، دون الإنحياز لأي طرف “، وارتاح القادة.
ومن هذا التنوير المهم والكبير في معناه ومبناه ، أمام كبار القيادات، واضح أنه لا تسوية ثنائية، ولا “حاجة”.
وآخر السطور :
نقول للسيد” فولكر : إحترم أصول وعادات البلد المضيفة ! … ولا (تُبشِّر) ولا تبارك، ولا تستعرض و “لا تعرِض” قبل أن يجلس الأهل لمراسم العقد .. و”يعقدوا”، و”يشيلوا الفاتحة “.. ويقولوا” أهلاً.. خلاص قبلنا”!.