الرئيسية » المقالات » قيد في الأحوال[لواء شرطة(م)عثمان صديق البدوي]افتتاح أكبر مشرحة في الخرطوم .. فأل الله “ولا فالكم”!!

قيد في الأحوال[لواء شرطة(م)عثمان صديق البدوي]افتتاح أكبر  مشرحة في الخرطوم .. فأل الله “ولا فالكم”!!

شرطة(م)عثمان صديق البدوي

جاء في  الخبر  ( وقوف والى الخرطوم “المُكلّف”  الأستاذ أحمد عثمان حمزة عصر  أمس على “التحضيرات النهائية” لمشرحة أمبدة ، تمهيداً لإفتتاحها مطلع الأسبوع المقبل، والتى تُعَد “الأولى” من نوعها على مستوى الولاية من حيث المساحة والسِّعة الاستيعابية للجثامين، حسب الخبر ، والذي أضاف ، أنّ السيد الوالي إطمأن خلال الزيارة على عمليات الإنتهاء من أعمال تركيب ثلاث ثلاجات حديثة، تسع الواحدة لعدد (150)جثة بالإضافة لمكاتب التشريح والمكاتب الإدارية .)
“إنتهى الخبر”
خبر  لافتتاح مشروع  هو “الأول في ولاية الخرطوم” حسب ما جاء في صياغته !!… خبر الشؤم …. هو إفتتاح أكبر مشرحة  الأسبوع المقبل ، كإنجاز كبير يُحسَب في رصيد الوالي “المكلّف”!!
 مالِ  هؤلاء المكلّفون يفكرون ؟!. ألا يكفي  أن يذهب مدير هيئة الطب الشرعي العدلي لأمبدة الأسبوع المقبل،” ليستلم المشرحة”،ويرتِّب حال الجثث،دون” سارينا”و”ظيتا” وزمبريطا”؟!
صحيح أنّ أزمة كبيرة حدثت في السودان عن الجثث مجهولة الهويّة، وخاصة بعد حادثة فض الإعتصام في العام 2019 ، وتجدّدت هذه الأزمة  قبل أيام ، حين كشف مدير هيئة الطب الشرعي العدلي بوزارة الصحة بالخرطوم عن زيادة أعداد الجثامين مجهولة الهوية بالمشارح، والتي بلغ عددها الثلاثة آلاف جثمان، حتى تحلّلت  وفاحت روائحها.
 نعم الحوجة والضرورة الملِّحة لإنشاء مشرحة كبيرة تراعي حرمات الموتى، وتحفظ حق أولياء الدم … لكن يبقى السؤال !… هل يحتاج  هذا الأمر  لزيارة وترتيب لافتتاح ، والذي يعني الاحتفائية والإنجاز ؟!، وكأنّ المشروع المُراد إفتتاحه هو  “مسلخة” لتصنيع اللحوم السودانية ، تلك  اللحوم التي  تخرج حيّة يومياً من غرب أم درمان بعشرات الجرارات للدولة إيّاها.. وتصدّر لحوم السودان، لدول العالم،  عليها  ديباجة تلك الدولة المعنية ! وعلى عينك يا سودان !!، وشتّان بين سلخ “الإنسان” وسلخ  “الحيوان” !! .  نحن مع إنشاء المشرحة… لكن دون إعلام وزخم  وزيارة يعقبها افتتاح !…إفتتاح يحضره  الوالي بيده ، ويقص شريطه ، كأنّه واحد من أكبر  إنجازاته ، وكضربة بداية كأنها دعوة  ل”هل من مزيد” !!!…. مزيد من الجثث !!…. وكأنّ صدى الحدث يملأ أركان العاصمة بأنْ “يا شباب موتوا موتكم سااي ، المشرحة وسّعناها”!!.
   لماذا لا يدرك  هؤلاء الوزراء أنهم “مكلّفون” بسلطات محدودة ، لا تصل  لحد  الإفتتاحات التي تُخلَق لها  “الهالة” الإعلامية الكبيرة التي تسبّح بحمد المسئول!. ويكتب المطبّلون المؤسسة المُراد افتتاحها باسمه  !! ، متى نوقف هذا “الهرج” و”المرج” و” العبث”، والسادة المكلّفون  يعلمون  أنهم بدون رئيس وزراء من قبل  عام ؟! ، وبالتالي بدون حكومة لها أجندة ومضابط جلسات !… متى نوقف هذه المناسبات والحشود التي تنزل في رصيد المسئول ومرافقيه ، هبات وعطايا من أجود فارهات العربات ؟!!.

متى يحس الوزراء “المكلّفون”.. ويتألّمون كما يتألم السودانيون ، حين يكونون عام كامل بدون حكومة رسمية “معيّنة”؟!!… متى يشعرون !.. وهم كل يومٍ يحتفلون !.. ويغنّون… والناس حولهم يئنّون، ويغرقون، يكابدون لقمة العيش، ويشكون !! ويموتون ! ….. وحتى اللحظة لايجدون شبر  يدفنون فيه في أرض المليون؟!!.
متى.. وحتى متى  ؟؟؟!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
وأستغفر الله العظيم