الرئيسية » المقالات » قرشيات[بروفيسور/ عبد الحليم موسى] سجال التعددية والعزوبية

قرشيات[بروفيسور/ عبد الحليم موسى] سجال التعددية والعزوبية

عبدالحليم موسى يعقوب

حواء وادم رمزا للذكورة والأنوثة حينما يتجادلان في احدى القضايا الحتمية، فجدلية التعدد والعزوبية قضيتان تقفان على طرفي نقيض في معادلة طبيعة الحياة، وكلا الفريقين يذود عن حماهـ. وهما يتباريان في قضية تعدد الزوجات كراً وفراً، وهذه القضية يرى العديد من الرجال الحديث فيها تنفيس عن ألام قلبية، وترى بعض النساء مجرد الهمس بها يعتبر تعدي على حقوقها الزوجية، فأي الفريقين على صواب، والحق لا يتجزأ.. 

ليس كل الرجال والنساء ينجحون في التعدد، فمن اتسم بالصرامة في التعامل مع زوجاته لن ينجح في احتضان عدد من الزوجات تحت قوامته، فلابد لمن أراد ان تنجح تجربته في الزواج بأكثر من واحدة، عليه أن ينتبه إلى وصفة طبية سأذكرها في مقال اخر.
وهذه الوصفة لم ينجح فيها إلا الحاج متولي، طبعاً ليس في الواقع وإنما في عالم المسلسلات والأفلام، لأنه في الواقع طلق زوجته الممثلة بوسي وله منها بنتان، فقد فشل الرجل في الواقع ونجح في أداء دوره بمسلسل عائلة الحاج متولي. 

وقد قرأت حياة معظم الممثلين العالميين فوجدتهم لم يطيقوا صبراً على زوجاتهم ففارقوهن فراقاً غير وامق، وخدعونا بالحب والرومانسية في أفلامهم، والواقع ليس أفلاما ومسلسلات مثل (نور ومهند) ذاك المسلسل التركي الذي خرب البيوت، وزرع الوهم في حياة اليافعين، فعاشوا يقظة السعادة لا واقعها.

 بينما كان الأجداد يتزوجون بمثنى وثلاث ورباع دون نصبٍ أو تعبٍ، لأنّ ثقافة مجتمعاتهم كانت تساعدهم وتحفزهم على ذلك؛ ثم خلفَ من بعدهم خلفٌ أنكروا الفعل وعابوا على أجدادهم ما فعلوا، ومن هنا يتقلص النسل وتكثر العنوسة، وقد رأيت في العديد من الشواهد في عالم اليوم أنّ المرأة تحتاج للتعدد حينما تفارق زوجها في حياته أو مماته، أو لم توفق في الزواج في مرحلة مبكرة من عمرها، وكل هؤلاء ممن يشايعون التعدد على مضض.
وعلى مستوى العالم النساء كما الرجال معادن مختلفة ، فمنهن الغضوب، والمحبة للمال، وأم الكلام، أي التي تكثر من الكلام ، واللينة، والودودة، والقانعة باليسير. وقد يتزوج الرجل بواحدة، ولكنه يراها عشرة نسوة، وبعض النساء قد تتزوج برجل ينسيها فرح ومرح طفولتها من الهم والغم الذي عاشته. وبعض الرجال يتزوج بأكثر من واحدة وكلهن على شاكلة واحدة من اللين والقناعة بالقليل، ولا يحس بالتعب الذي يشعر به صاحبنا ذاك الذي يريد الظفر بواحدة، وهذا مثال قليل وجوده في عالم حواء.
 كما النساء أنواع ، فالرجال كذلك، فمن أنواع الرجال، البخيل الشحيح الذي لا يحب ان ينفق ولو على نفسه، فضلا عن عياله وزوجته، الغليظ الذي لا يتكلم الا رافعاً صوته بالصياح، الضارب لزوجته وأولاده، من منطلق أن الضرب ينفعهم، والناقد الذي لا يعجبه أي شيء، فلا تهنأ زوجته وأولاده من كثرة نقدهـ، وحتى الاصحاب والجيران، وكذلك اللئيم الذي لا ينفع معه معروف، وهنالك المزواج الذي يتزوج ويطلق لأتفه الأسباب، ويبرر أفعاله في كل مرة، وأما أكارم الرجال ،فمنهم الكريم الحليم الذي يعامل زوجاته وإن كن أربعاً باللين والعطف، وإن كان لابد من الحزم أحياناً حتى لا يستغله الناس لطيب معشره. وهذه المعادن من الرجال والنساء تتباين وتختلف باختلاف ثقافات الشعوب تاريخياً وجغرافياً.
وعجبت من رجال يقاطعون أصحابهم حينما يعددون ويعتبرونهم من شرار الخلق، واحفظ بعض الأمثلة من الواقع فهؤلاء من أهل الرضوان أم المغضوب عليهم لكل من هشّ وبشّه في وجوههم. ويظل السّجال قائماً بين الرضاء والغضب، فمن سينتصر؟