طوي الصلح التاريخي المشهود برعاية والي ولاية الخرطوم، صفحات خلاف دام بين قبيلتي ( الجموعية) و(الهواوير) بالريف الشمالي لأمدرمان.
وأثبتت القبيلتان قدرة كبيرة في هزيمة الشيطان، والتسامي فوق الجراح، وإعلاء قيم الوفاق والوئام الوطني.. واستطاعت جهود خيرة من رجالات المنطقة والولاية، وخارج الولاية وخارج السودان من إحتواء الأزمة، واسدال الستار على فصول سبع سنوات من القطيعة.. وحل محلها صلح مشهود يستحق أن يكون مادة تدرس لطلاب الإجتماع.. صلح ينبئ بحاضر سعيد، ومستقبل وضئ للمنطقة بأسرها..
ومثلما تفتقت الجموعية والهواوير عن وعي كبير، وفهم عميق، وسعة صدر وانحياز اسطوري لصوت العقل، وجنوح كامل لنداء السلام..
فقد أثبت السيد والي ولاية الخرطوم المكلف انه رجل دولة من الطراز الأول .. وأنه رجل المرحلة بلا منازع. وبرعاية سيادته لهذا الصلح الكبير، والوصول به لخواتيم سارة، يسجل سيادته إسمه بأحرف من نور في صحائف الولاية.. وإن هكذا إنجازات كبار ستعتمد أحمد عثمان رسميا (والي طوالي)..
إن الأمل معقود وقد تم مشروع الصلح، واكتمل مشوار من التعافي والتصافي، وأشرق صباح الصلح مثل أول يوم في العيد، ومثل بسمة صافية علي ثغر طفل وليد.. أن يحل عيد الفطر المبارك ، وقد اكتملت كافة إجراءات إطلاق سراح السجناء، وإخلاء سبيل المحبوسين علي ذمة القضية من سبع سنين.. حتي تذوق أسرهم طعم الفرح، و يعرف أطفالهم معنى السعادة و حلول العيد..
ومن قلب الريف الشمالى النابض تهدي الجموعية والهواوير للبلاد (أنموذجا) سودانيا ساطعا في الصلح ، ومثلا يحتذى في إطفاء الفتنة، وإخماد نار الخصومة، وإرساء قيم التوادد والجنوح للسلم، والانحياز طوعا لحسن الجوار حبا وكرامة..
لقد كان السودان في شوق لهذه اللحظة التاريخية.. كأنهم في تصفيات مونديال تحسمه ركلات جزاء.. وكان( المك غانم) مك الجموعية والعمدة (علي عثمان) عمدة الهواوير عند الموعد، وعند حسن الظن.. وفاز الجميع عندما انتصرا للسودان كله.
لقد نجحت جهود مخلصة لرجال عظام، خلال سبع سنين دأبا ، في حلحلة العقد، وتهدئة الخواطر ونزع الألغام ..
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام ..
ولو كان الأستاذ (الطيب صالح) حيا لقال إن روايته (موسم الهجرة) بإمكانها اليوم أن تفضي إلى خاتمة سعيدة.
ولهذه القضية نهض نفر كريم، تشرفت بهم لائحة شرف ستبقى عنوانا لجهد وطنى مخلص.. ومثالا لجهاد أغر محجل..
لائحة يتصدرها المك غانم والعمدة علي عثمان عيسى.. ويظاهرها رجالات الإدارة الأهلية كالمك عجيب والشيخ محمد سرور رملي مع كوكبة من قادة كرام من البطاحين والحسنات والرزيقات ويؤازر ذلك رجالات الطرق الصوفية كخليفة السجادة الطيبية.
والخليفة عبد الوهاب الكباشي والخليفة الحبر.. مثلما تحزم للمهمة وتلزم شباب ناهض لا تنقصهم المروءة، ولا يؤودهم علم ولا فهم، ممثلا في الأستاذ (هشام السري) ابن المنطقة، وسليل الدوحة الطيبية، ورئيس مجلس إدارة مشروع ال مضوي التعاوني والشكر اجزله امهندس الصلح ومنسقه الاستاذ خالد الضو القيادي بالريف الجنوبي لامدرمان
ولأنه صلح كبير، وانجاز خطير، يستحق التصفيق فإننا نتمنى أن يكون الإحتفال به رسميا وقوميا، تشرف برنامجه قيادة الدولة في أعلى مستوياتها بالسيدين رئيس مجلس السيادة ونائبه شاهدان وراعيان للحدث الكبير.. وتكون قيادات ووفود كافة قبائل وعشائر السودان حاضرة..
فمن شأن هذا الصلح أن يضمن استقرار الولاية العاصمة، والتي يضمن استقرارها إستقرار وسلام وأمان كل ربوع السودان..
ودامت الافراح