دقت مجلة ( الايكونوميست) الاقتصادية الرصينة وواسعة الانتشار ناقوس الخطر في وجه ما أسمته (شبح مجاعة) عالمية.. ومع صورة لقناديل من القمح ، عنونت المجلة الصادرة الأسبوع الماضي غلافها بثلاث كلمات فقط ( كارثة الغذاء القادمة)..
وبالأمس جثا وزراء الخارجية في أكثر من بلد غربي على الركب، في بلاط القيصر بوتين طالبين منه ان يفرج عن شحنات الأسمدة الضرورية لنمو القمح وغيره، والمحتجزة إلى اشعار آخر في الموانئ الاوكرانية المطلة علي البحر الأسود وبحر آزوف.. تحسبا لنقص حاد في الحبوب وسلاسل الغذاء..
وفي الاثناء اطلق وزير التجارة الكريتي الاستاذ فهد الشريعان صيحة تحذير داوية ازاء الخطر الداهم الذي يواجه العالم عامة ( ومنطقتنا بصفة خاصة).. وزاد ( نحن مقبلون علي مجاعة) وأماط سيادته اللثام عن مخطط غربي لتجويع دول الخليج بقوله؛ ان السفن المحملة بالقمح والحبوب والبذور المتجهة للكويت والسعودية، وبقية دول الخليج يتم تحويلها في عرض البحر لتتوجه عائدة إلى أوربا ).. ويفضح الوزير الكويتي المؤامرة اكثر بقوله ( لقد قررت امريكا تجويعنا.. الآن الموامرة علي المكشوف.. كل شئ الان فوق الطاولة).
ان كل حكومات العالم تتحسب اليوم لفجوات غذائية خطيرة.. إلا حكومة السودان الرشيدة.. وإلا وزير ماليتها جبريل..
ان حكومة ترفض شراء القمح، وتوافق علي بيع الذرة لبرنامج الغذاء العالمي.. وتغض الطرف عن خروج القمح من بلادها بالترهيب والترغيب أو التهريب.. ولا تفسير لهذا السلوك المريب الغريب، غير ان نقول قد قررت الحكومة ( تجويع شعبها) ..
ان بلادنا مقبلة على خطر داهم، ومجاعة قاتلة، وسني رمادة لا تبقي ولا تذر.. بينما الحكومة مشغولة بارضاء فولكر، واسترضاء حركات الكفاح المدلع..
صرخة نطلقها داوية وعالية، ونرسلها لسعادة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السيد الفريق أول حميدتي.. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .. فالبلاد الآن في (عين العاصفة) عاصفة الجوع والغلاء وانفراط عقد الأمن، ونقص الغذاء، ونقص اليقين..
ويالها من سنوات يابسات ولا يوسف لها..
وسنين رمادة ولا ابن الخطاب لها..