رغم التأكيد الشديد بأن الرابح الوحيد في اتفاق (حمدوك البرهان) هو السودان… حيث لا منتصر ولا مهزوم..
إلا إننا نلحظ إصرارا خبيثا من فلول اليسار السوداني علي اللعب بعواطف الشباب، وإلهاب مشاعر شارع مهووس ومهتاج، عبر خطابين متناقضين.. أحدهما يمعن في (شيطنة) العسكر و(مسكنة) حمدوك… مقابل خطاب آخر يعلن حمدوك ظافرا.. والبرهان صاغرا..
إذ في الأول دعوة للنصر وأخذ( الثأر) بما يضمن استبقاء الشارع في حالة (غليان)..بينما يهدف الآخر لإشعال( فتنة) وصناعة ( وقيعة) داخل المنظومة العسكرية .. فيما تتكفل رسائل أخرى بقطع الطريق علي التهدئة، طلبا لاستكمال نصر منقوص – بنظرهم- لا يتم إلا بعد الاستحواذ علي المشهد كاملا وإعادة العسكر للثكنات..
وفي كلا الخطابين استدامة للفوضى الخلاقة، وعرقلة لدولاب الدولة.. وسير الحياة اليومية.. وتدمير البنى التحتية.. بحيث لا يبقى فيها حجر علي حجر..
إننا لا نطمع من (مليونيات سنبنيهو) أن ترمم ماتم (تدميره) أو أن تعيد بناء ماتم (هدمه) .. إن أحلامنا تقزمت وآمالنا تقهقرت لتصبح المحافظة علي المتبقي القليل الذي نجا من( الزلزال) الثوري المدمر هو أملنا الأخضر الوحيد في رماد الأرض اليباب..
يا ولاة الأمر.. أما آن لهذه الفوضي الخلاقة أن تتوقف، وأما آن لهذا التدمير الممنهج للبلد أن ينتهي..
وأما آن للدولة أن تتوفر علي فرص عمل تستوعب هذه الطاقات البشرية الجبارة في مشاريع إنتاج وزواج بين (أرض) بكر و(فتاة) بكر تحت شعار (تحصين) الأرض بالإنتاج و(احصان) الشباب بالزواج.. وفتح مجالات وفرص عمل هدفها إفراغ المدن – العاصمة أولا – من كل عاطل ومتبطل.. حتى لا يظل الشباب نهبا لمنظمات( َمشبوهة) وتحت رحمة تنظيمات (مجرمة) هدفها تدمير الشباب بعد تدمير البلاد..
إننا نتطلع إلى مرحلة بدون تظاهرات ومسيرات.. إلا نفيرا لحصاد أو تلبية لنداء جهاد؛ (جهاد علم وعرق وبناء).
إننا نحلم بقانون يجرم كل تظاهرة بدون ترخيص.. قانون يجرم كل تخريب للممتلكات العامة أو الخاصة.. ويشدد العقوبة علي أي إعاقة لدولاب العمل بحرق الإطارات أو غلق الطرقات.. قانون يشدد النكير علي اي (شعار) يسيء للمؤسسة العسكرية.. أو أي هتاف خارج عن اللياقة والذوق والأدب منطوقا كان أو مكتوبا.. ضد فرد او جماعة…
أيها الأحباب؛ لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم.
…. … أو (إذا جهالهم سادوا)..