اللوحة الإبداعية بين الخرطوم والرياض تتراءى أمام الناظر في إيقاعات اللقاء التفاكري السوداني السعودي للاستثمار الذي انطوى على خطوات حثيثة وتصورات ذكية بين وزير الاستثمار السوداني الدكتور الهادي محمد إبراهيم ووزير البيئة والزراعة السعودي عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي.
لاشك أن هذا البرنامج الاقتصادي التجاري الاستراتيجي بين البلدين الذي ظهر على السطح خلال الأيام الفائتة يشكل حجر الزاوية في تنظيم آلية استثمارية وتجارية تساعد على ترقية صيغة الفوائد والمنافع بين السودان والسعودية في وقت ما أحوج القطرين الشقيقين في استنهاض رحيق الاستثمار في مجالات الطاقة والكهرباء والتعدين والنقل والاتصالات والثروة السمكية والسكك الحديدية وهي مجالات تخلق فرص استثمارية عاتية من الوزن الثقيل.
حصيلة هذا اللقاء بين الخرطوم والرياض أكبر من العواطف الجياشة و الأهداف الثمينة في العملية الاستثمارية على جميع ملحقاتها فلابد من تطوير هذا الزخم ودفعه إلى الأمام.
ما قام به الوزير الهادي والوزير عبدالمحسن يؤطر إلى دلق الحيوية في شرايين الاستثمار بين البلدين إلى آفاق أرحب في ظل العزيمة التي تكابد المصاعب والمتاريس.
يزداد هذا الالق بقيام الخطوات العاتية التي أفضت إلى تزويد الخرطوم من البترول السعودي الذي تنتجه شركة أرامكو العالمية وهو اتفاق كبير له ما بعده في سجل الإنجازات المحسوسة ينبني على الرؤية السياسية البعيدة.
التعاون السوداني السعودي له دلالات مضيئة ومفاهيم عميقة معطونة من علاقات الدم والجوار والمصير المشترك بالدعم السعودي للسودان يرتسم على أجواء العلاقة بين البلدين بكل زهو وفخار وماقدمته حكومة خادم الحرمين للسودان محفور في الذاكرة ومنقوش في المشاعر والأحاسيس لا تستطيع عاديات الزمن ومرور الأيام محو آثاره.
وبذات القدر يلعب سفير خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم على حسن بن جعفر دورا متعاظما في نقل العلاقة التاريخية بين الخرطوم والرياض في المكان اللائق بها وكم كان الرجل معطاء في تواصله وهو يجسد الانكباب الشعبي الحار المتدفق في المجتمع السوداني بكل طوائفه ومناقبه.
مهما يكن فإن اللقاء التفاكري السوداني السعودي للاستثمار قطع شوطا مهما في تحقيق أهدافه منذ الوهلة الأولى لأنه يحمل برنامج دافق وملحمة استراتيجية في الاستثمار وأول الغيث قطرة ثم ينهمر.