غريب امر هذا البلد الغريب المدعو (السودان) فهو بكل تاريخه العريض ومساحته المترامية الأطراف والتنوع الذي يشكل طقسه وخارطته الجغرافية والديمغرافية وكنوزه المتوافرة في باطن الأرض وظاهرها ونيلك هيلك جري قدامك وتحت أقدامك) الا ان هذا كله لم يشفع لشعبه وقاطنيه في ان يحيوا حياة كريمة يسودها الاستقرار والرخاء والسلام…. فهل تدري يا (برهان)؟؟؟.
الشعب السوداني (الفضل) يعيش أسوأ حالات يمكن أن يعيشها إنسان على وجه البسيطة… فقر مدقع… واقتصاد منهار تسبب في انهيار كل أوجه الحياة في بلادنا… حيث ضرب التردي كل المنظومة الصحية والتعليمية والأمنية والمجتمعية وانفض السامر وتفرق الناس ايدي سبا فمنهم من فتك به الفقر والضنك ومنهم من تخطفته المهاجر والمنافي ومنهم من عصفت به يد المنون لتبتلعه البحار والمحيطات ويصير طعاما للحيتان وهو يشرع في هجرة غير شرعية يحلم بالهناء وتحقيق الأحلام.
ما هذا البلد الذي تغرق عاصمته في (شبر ميه) وما هذا البلد الذي تتوه ولاياته وتكاد تمحي من الخارطة بفعل السيول والامطار وتمرد الأنهار وفشل النخب والادارة والحكومة الغائبة والدستور المغيب والصراع الدامي حول السلطة والثروة التي باتت تنهب وتهرب في رابعة النهار وعبر المنافذ الشرعية ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولك الله يا بلادا حوت مآثرنا… وتبددت بفعل هجمات التتار والفساد وظلم ذوي القربى وغياب الحكومة وغيبوبتها المستمرة.
صحيح لا توجد لدينا حكومة ولا دولة مكتملة الأركان ولكن الصحيح أيضا ان للمواطن جعل كبير في هذا الأمر وفي هذا الذي يجري ولا نستثني أحدا لا حاكم ولا محكوم فالكل مشارك في جريمة تبديد الوطن والوصول به إلى مهاوي الردى.
هل تدري يا (برهان) ان عاصمة بلادنا تعيش منذ عصر الأمس بلا ماء ولا كهرباء… المطر نعمه ولكننا أمة لا تحسن استقبال النعم لذلك يحدث الدمار وتنهار البيوت والجسور بعد أن انهارت القيم والمبادئ وصرنا الي محنة لا عاصم منها الا الله الجليل الرحيم.
الضرورة تحتم الآن واليوم وليس غدا التوافق على حكومة وطنية لتنقذ ما يمكن انقاذه ونلحق ماتبقى من كرامة وشرف وخبز وعيش كريم… وهذا او الطوفان… لا بد أن يتوافق الجميع سقف وطني ان كان القلب على البلد والا على السودان السلام.. أمنه وأمانه وسلامه واستقراره وانسانه ونيله وزرعه وضرعه وذهبه ونقطة وحاضره ومستقبله وتاريخه وجغرافيته وكل شي فيه في خطر وإلى زوال.
هل تدري يا (برهان) ان شعب بلادي فقد الأمل وبات قاب قوسين او أدنى من الكفر بكل شي… وهذا أوان الشد فاشتدي زيم.
قلبي على وطني.
ونعود.