واحدة من مشاكلنا الكبيرة ان الحكومات لاتضع المواطن في صورة الحدث وكثير من القرارات المصيرية والمهمة يتم اتخاذها بشكل فردي رغم أنها استراتيجية ومصيرية ورغم أن من يدفع فاتورتها بشكل مباشر هو المواطن المغيب تماماً عن القرارات المصيرية التي تعنيه بالدرجة الأولى
وحتى تتخذ القرارات بشكل صحيح حرصت التشريعات والدساتير والقوانين في كل دول العالم على وجود مجالس نيابية وتشريعية تنوب عن المواطن في الموافقة والرفض على ما تتخذه الحكومات من اتفاقيات او صفقات سياسية او اقتصادية الخ…..
لذلك وفي ظل حالة السيولة السياسية التي تشهدها بلادنا وحالة اللا حكومة واللا دولة واللا مؤسسات دستورية وبرلمانية يصبح اتخاذ أي قرار هام ومصيري أمراً صعباً يضع متخذيه داخل دوامة الأسئلة والاتهامات لذلك عندما يتخذ الفريق اول البرهان قرارا مهماً ومصيرياً واستراتيجياً بل وأمنياً كقرار الاستثمار في ميناء أبو عمامة من دولة الإمارات العربية المتحدة عليه أن يتوقع عاصفة من الأصوات الرافضة والمتشككة بل والموجهة لأصابع الاتهام للصفقة نفسها وللنوايا فيها والايادي التي تقف خلفها صحيح بلدنا الشاسعة الواسعة المترعة بالخيرات تحتاج الايادي المستثمرة ورؤوس الأموال القادرة على تحريك قاطرة الاقتصاد لكن يجب ان يكون الامر في النور والجمهور خاصة في ظل غياب مؤسسة تمثل الشارع السوداني الذي من حقه ان تعرض عليه الاتفاقية ويدرس تفاصيلها وبعدها يوافق عليها أو يرفضها
أما ان يشكل البرهان لجنة وصفها الكثيرون بانها تضم بعض الاطراف المستفيدة من هذه الصفقة يصبح الامر فيه كثير من الضبابية وعدم الوضوح الذي يجب ان ينجلي حتي تخرج الاتفاقية من دائرة الشك والاتهام والوصف بأنها تخدم طرف علي حساب بلادنا وانها تلغي السيادة وتشكل استعماراً جديداً كما يتحدث البعض في الوسائط وبالصوت العالي بالمقابل يواجه هذا الحديث صمتا غير مبرر ولامنطقي وبإمكان أعضاء اللجنة من الرسميين الذين عينهم البرهان الخروج للشارع السوداني عبر أجهزته الإعلامية الرسمية لشرح تفاصيل التفاصيل وإزالة اللبس عن الملف بأكمله
بدلاً من ترك الشارع يتناول الامر من زوايا مظلمة يمكن تسليط الضوء عليها وشرحها للمواطن لأنه صاحب المصلحة الأولى فيها
لكن وفي هذا الظرف الحساس الذي تمر به بلادنا وفي ظل وضع انتقالي هش تصبح مثل هذه القرارات المصيرية قنبلة موقوتة لان استغلال الوضع من الطامعين في خيرات بلادنا أمر وارد ومتوقع والأخطر من هؤلاء هم السماسرة الذين يعينونهم على فتح الدروب وتعريفهم من أين تؤكل الكتف !!
الدايرة أقوله اننا اطلاقا لسنا ضد استثمار أراضينا ومؤانينا بالشكل الذي يعود على الإنسان السوداني بالخير في منفعة مشتركة لنا ولسوانا وهو مايجب ان تكشف تفاصيله الأجهزة الرسمية الممسكة بالملف وتقول الشعب السوداني بالدارجي كده الميناء ده فوائده كده وكده والبلد حا نستفيد منو كده في سنة كده بكل شفافية ووضوح لكن الإصرار على الدغمسة والغتغيت يشي أن هناك أمر يحاك في الظلام وأننا حاننضرب على قفانا
كلمة عزيزة
شئ مؤسف للغاية أن نكون في بلاد يختفي فيها شخص عاقل راشد دون أي مبررات لهذا الاختفاء كما حدث للدكتور عامر
كلمة أعز
بلد ما عندها وجيع