شهدت العلاقات السودانية المصرية في كثير من الأوقات بعض الأزمات والخلافات والإختلافات لكنها لم تخرج ابداً عن كونها خلافات أشقاء يختلفون لكن يبقي مابينهم دم لايتحول بأي حال من الاحوال إلى مياه باردة
ودعوني أقول أن هذه الخلافات والاختلافات ظلت تنتهي قبل أن تبدأ وتذوب قبل أن تتشكل بأمر الارادة الشعبيه والارادة الجماهيرية ومابين الشعب السوداني والمصري أكبر وأعمق من السياسة وتقلباتها صحيح أن الاعلام المسيس يلعب أحياناً دوراً غير مسؤول في صناعة الأزمة لكن سرعان ماتعود المياه الي مجاريها لأن العلاقة الأزلية بين الشعبين أرسخ وأقوى من أي عواصف وامتحانات.
وكدي خلوني أذكر ومن باب التكرار المهم والمفيد القول أن مصر والسودان تشكلتا من رحم واحد هو رحم وادي النيل وتغذيتا من حبل سري واحد هو نهر النيل العظيم والسوداني لايجد نفسه الا في مصر والسودانيون يتخذونها وجهة للعلاج والسياحة والتعليم ومصر تعلم أن السودان بأرضه الشاسعة البكر هو مخزون استراتيجي اقتصادي مهم لها وبلادنا بثرواتها الكبيرة لم تكتشف بعد ويمكن بفعل الإرادة المشتركة أن تسود ثقافة فيد وأستفيد وتعم المصلحة والفائدة لشعبي البلدين اللذان يحتاجان لتضافر جهود الحكومات من أجل أسعادهما وتحقيق الرفاهية لهما.
لكنني أعود لاقول أنه وحتى يتحقق ذلك لابد من أن تتعقل النخب السياسية والإعلامية في كلا البلدين (وهب النار )الذي يفعله بعضهم سيصيب الجميع بالحريق ولا أظن أن السودان أو مصر ستستفيدان في حال اندلاع حرب بينهما لاقدر الله أو حدوث مقاطعة بأي شكل من الاشكال وهو مايلقي بالمسؤلية في ملعب الحكومات أن تسعى وبشكل جاد نحو إتفاقيات مبنية على أسس تحقق المصلحة لكلا البلدين وتقطع ألسنة الذين يصطادون في الماء العكر ويستثمرون في أي ازمة ولو كانت صغيرة وعابرة.
الدايرة أقوله أن مصر والسودان ستظلان توأم روح رغم المحاولات البائسة لصناعة قطيعة بينهما المستفيد الأول منها أشخاص ينطلقون للأسف من مصالح حزبية وشخصية ولاينظرون لمصلحة الشعبين ويضرون بمصالح مشتركة كبيرة على رأسها الطرق القارية والربط الكهربائي وحركة التبادل التجارية الضخمة بين البلدين لتظل العلاقة بينهما سامية وعظيمة تعضد من الترابط الاجتماعي والوجدان المشترك وهو وجدان ثقافي وإنساني واجتماعي وتظل مصر عندنا البلد الجميل الذي ورغم أزماته يفتح ذراعيه لأهل السودان، والسودانيون يتجولون في مصر ويتملكون فيها كما يريدون يجلسون في مقاهيها يستمعون لأم كلثوم وشادية وعبدالوهاب لايشعرون بغربة أو وحشة وهكذا المصريون في السودان تفتح لهم الأبواب ضيافة ومصاهرة فياعصافير النار التي تهوى وتعشق الحرائق اتركوا شعبي السودان ومصر في حالهما ومابينهما تاريخ طويل وحضارة شامخة ستبقى أقوى من مد الخراب والفتن والله غالب
كلمة عزيزة
عندما تغنى الفنان الكبير الراحل عبدالكريم كابلي (مصر يا أخت بلادي ياشقيقة ) وقبله كتب أمير الشعراء أحمد شوقي كلمات لحنها الرائع رياض السنباطي (فمصر الرياض والسودان عيون الرياض وخلجانها ) وكتب العظيم الراحل محمد سعيد العباسي (مصر وما مصر سوى الشمس التي بهرت بثاقب نورها كل الورى ) كان هؤلاء العمالقة يعلمون عمق ورسوخ العلاقة بين الشعبين وهي علاقة لن يهزمها بعض الموتورين السطحيين
كلمة أعز
مصر والسودان علاقة تتحدى المؤامرات والفتن.