أنا من المؤمنين جداً جداً أن الصناعة الوطنية مهما كانت بدائتها أو تقليديتها أو حتي انخفاض جودتها مقارنة بالصناعات العالمية ألا أنها يجب أن تجد منا التشجيع والتداول والدعم حتى تتطور وتخرج من النطاق المحلي الي العالمي وهو ما يجب أن يكون سلوكنا كثقافة والتزام أخلاقي تجاه ما هو وطني
لذلك أسعد أيما سعادة كل ما وجدت الفرصة لاقتناء ما هو مصنوع بأيادي سودانية وأشجع من هم في دائرتي من الأصدقاء والمعارف لفعل ذلك وبالمناسبة وفي فترة من الفترات هي سنوات طويلة في الماضي تحملها ذاكرتي كنت وأسرتي لا نفوت أجازه من الاجازات الا ونقضيها خارج البلاد ورغم أنه كان بإمكاني من باب البريستيج (والفلهمة المضرة )التي يفعلها البعض أن اسافر عبر الخطوط الإماراتية او المصرية او الاثيوبية مثلاً
الا أنني كنت حريصة على ان نسافر وأسرتي عبر الناقل الوطني سودانير قبل أن يصيبها (المحق )ويطالها الانهيار فاضطررنا مكرهين ومجبرين على السفر عبر خطوط أخري وظلت الحسرة تصيبني كلما تطلعت في مطار من المطارات ولا أجد شعار سودانير المميز الذي هو عندنا كما الشعار الوطني الذي تخفق قلوبنا عند سماعه وتترقرق أعيينا بالدموع شجناً ووجداً ومحبة له
لكل ذلك أسعد وأفرح وكأنني من أهل سودانير نفسها واذني تلتقط خبراً جديداً عن عودة سودانير على واحد من الخطوط لتكون حيث يفترض ان تكون ولا أظن أن هناك أسعد وأبهج من ان تعود سودانير لتحلق في سماء البلاد لتربط عواصم ولاياتها وتساهم في النهضة والتنوير والترابط الثقافي والاجتماعي الذي نحتاج اليه
الان اكثر مما مضي وسودانير الأسبوع الماضي حطت بجناحي طائرتها الايرباص الجديدة في مطار. مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور لتكون ضربة البداية لحراك كبير يعم كل عواصم السودان وسودانير تخطو خطواتها في ممشي عريض من الامنيات والآمال يقودها مديرها كابتن إبراهيم اب سن الذي اكد أنه ليس طياراً ماهراً فقط ولكنه أيضاً اداري فذ عرف كيف يرتفع عالياً بسودانير وكيف يهبط هبوطاً أمناًعلى مدرج المستقبل العريض
ودعوني أقول أن سقف طموح سودانير هذه المرة عالي للحد الذي يجعلنا نصفق لها حتي تدمى أكفنا وهي ستعود للتحليق قريباً في مطار هيثرو ومطار جدة ومطار الرياض وبقية المطارات التي تشتاق للونين الأصفر والازرق أعرق شعار لشركة طيران في القارة الافريقية
لكل ذلك أقول أن سودانير جواد أصابته كبوة في فترة من الفترات لكنها ابداً ليست نهاية المطاف والسباق فهي لابد ستعود للمقدمة وهذا لن يتحقق الا بالإرادة والعزيمة والأهم من كل ذلك أن ندعمها كسودانيين بأن نجعلها خيارنا الأول في حلنا وترحالنا نصبر عليها ونشجعها حتي تنافس وتتجاوز الشركات الأخرى وهي قادرة على فعل ذلك لان مآبها من كفاءة وخبرات يجعلها تعود طائراً أسطورياً يخترق السحاب ويمخر عباب السماء
كلمة عزيزة
لا يستطيع أحد أن ينكر أننا نعيش واقعاً إعلاميا لأيسر منسوبيه وهو أمر متوقع في ظل الانهيار الذي أصاب كل شى ليضرب هذا الانهيار مهنية الاعلام في مقتل ويتعدى ذلك الي المساس بالقيم والأخلاق والاجتماعيات لكن في عز هذه العتمة تضئ نجوم تستحق أن نشير اليها ثناء وفخراً كالأستاذ عمار شيلا مدير قناة التيل الأزرق والأستاذ عمار تحديداً كانت خلافته لرجل في قامة الجنرال حسن فضل المولي تحدي وامتحان كبير وحسن لم يكن مجرد مدير للنيل الأزرق لكنه كان ملهماً لها وأباً روحياً لمنسوبيها وامتدت علاقات الجنرال لتشمل كل الوان الطيف الإبداعي ثقافة ورياضة وفتون لكن عمار اجتاز الامتحان وأكد انه من ذات نبع الجنرال وهو من طينة الكبار منتصراً لقبيلة الشباب وهو يؤكد كل صباح نجاحه في إدارة القناة التي يعشقها الملايين من اهل السودان وقد أصبحت هوية وعلامة للإعلام المرئي أضافة الي أن عمار تميز بصفات القائد فهو جاد حين يتطلب الامر الجدية ومرن حين يجب ان تكون المرونه متابع ولصيق وقريب من الاستديو هات لم يتمترس خلف مكتبه أضافة الي أنه لا يقل عن سلفه أستاذ حسن بخلقه لشبكة علاقات واسعه جعلته حاضرا ومتواجداً مجاملا ومتفاعلاً فأن فقدت النيل الأزرق (الجنرال) حسن فضل المولي لكن الله عوضها (بالمارشال) عمار شيلا
كلمة أعز
مبروووك للهلال انتصاره على الأهلي رغم انه لعب بدون جمهوره وهي ظروف تجعل الانتصار في القلعة الحمراء ممكناً وليس مستحيلاً مبروووك لهلال الملايين وهو امس يسعد الملايين مبرووك للرجال الذين وعدوا جمهورهم بالانتصار وأوفوا بالوعد مبروووك أحمد صلاح دهب
يا عاشق الهلال كما لم أري من قبل عشقاً مثل هذا العشق !!!