الرئيسية » المقالات » ضد الانكسار [امل أحمد تبيدي]: أذكريني أفريقيا

ضد الانكسار [امل أحمد تبيدي]: أذكريني أفريقيا

أمل أحمد تبيدي

عرف بشاعر أفريقيا والعروبة… تمر ذكرى رحيل محمد مفتاح الفيتوري مازلنا في مرحلة (البطل و الثورة والمشنقة)…. رغم انه قال

امس قد مر طاغية من هنا
نافخا بوقه تحت أقواسها
وانتهى حيث مر

فعلا انتهى عهد العسكر الطغاة و نحن الآن نصنع طواغيت باسم المدنية… رحل من كان قلمه سيف باترا لسياسات العسكر ينشد الحرية 

لذلك كتب عند سقط حكم العسكر 

أصبح الصبح ولا السجن ولا السجن باق
التقى كل شهيد قهر الظلم وما
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض
بذور الذكريات... 

من دهاليز السياسة الي 

الغربة التى عاشها ولكنها لن تسلبه حبه لوطنه السودان…

في زمن الغربة والارتحال
تاخذني منك وتعدو الظلال
وأنت عشقي
حيث لا عشق ياسودان
إلا النسور والجبال
ياشرفة التاريخ
ياراية منسوجة من شموخ النساء
وكبرياء الرجال

انه عاشق الحرية ينشد التحرر من العادات و التي تكبل البعض.. يتطلع الي براحات الوعي المتفتح… 

يا أخي في كل أرض عريت من ضياهاوتغطت بدماها
يا اخي في كل ارض وجمت شفتاها و اكفهرت مقلتاها
قم تحرر توابيت الأسى

بيئته الصوفية تجسدت في ماكتب قال الفيتوري (والدى مفتاح رجب الفيتوري كان شيخ طريقة صوفية، وانا منذ تفتح وعيي نشأت في بيت غارق في الصوفية)

في حضرة من أهوى عبثت بي الاشواقحدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق
وزاحمت براياتى وطبولى الافآق 
عشقي يفني عشقي
وفنائي استغراق
مملوكك لكني سلطان العشاق

رغم ان إعلان وفاته كان في البداية خبر كاذب ونفت زوجته وقالت لوكان بكامل وعيه

لرد بأبيات قالهالا تحفروا لي قبراً
سأرقد في كل شبر من الأرض
ارقد كالماء في جسد النيل
ارقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثلي انا ليس يسكن قبرا

رحل في ٢٤ أبريل ٢٠١٥ ترك ارث ثقافي و سياسي واجتماعي يشكل مدرسة متفردة في الإبداع..  مؤلفاته كثير منها( عاشق أفريقيا) (أذكريني أفريقيا) ( معزوفة لدرويش متجول.) . (البطل والثورة و المشنقة.) .. (اقوال شاهد اثبات) وغيرها..(عريان يرقص في الشمس)(يأتي العاشقون إليك) (أحزان أفريقيا) 

انه الشاعر  الكاتب المتمرد المتصوف العاشق… منذ مولده الي و فاته (١٩٣٦ _2015) عاش متجولا له محطات كثيرة الإسكندرية… ليبيا… إيطاليا… بيروت… المغرب التي عاش فيها وتزوج منها و مات فيها…. 

كنت أعرف وأنا أحتضن الراية من منفى لمنفى أنهم إن قتلوني مرة أولد في عينيك ألفا.

 محمد الفيتوري

حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم