يعتصرني الألم عندما تتداول وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي صور لشباب يصارعون أمواج المحيطات وتنتهي المعركة بأن يبتلع المحيط عقول هربت من سياسات وطن طارد.. لايوجد وطن به كافة الموارد التى تجعله فى قائمة الدول المتطورة مثل وطننا زاخر بخيراته ولكنه طارد لابنائه… وتذكرت تلك المقولة التى لا أدري من قالها (ايها الوطن العاق لن تحظى بعظامي) عندما رايت شباب وطنى يبتلعهم المحيط…
عندما يضيق الوطن و تصبح الهجرة الشرعية أمنية صعبة المنال.. يلجأ البعض للهجرة غير الشرعية.. رغم أنها غير قانونية ومحفوفة بالمخاطر مع ذلك تتزايد نسبة الذين يسعون للهجرة عبر (السمبك)… لايمر شهر الا وتحمل الانباء غرق مجموعة من المهاجرين وبينهم سودانيين… تلك مأساة حقيقية تحتاج لتعديل كافة السياسات و اصلاحات جذرية لبناء دولة القانون ليصبح الوطن جاذب وليس طارد…
سقط النظام والوضع انهار تماما وانهارت الأحلام بوطن يتجرد فيه من صعد للسلطة من كافة الولاء ات وتضع القوانين الصارمة لمحاربة الفساد و بناء اسس متينة للاقتصاد سليم يؤدى الي تنمية مستدامة ويحد من هجرة العقول والشباب…
كم هو مؤسف ان تبتلع المحيطات ايادى يمكن أن تحول تلك الأراضي الشاسعة إلى حقول تتراقص فيها سنابل القمح وعقول تدير مكنات المصانع.. آنها ماساة وطن يدار بسياسة الولاء للأشخاص و الأحزاب والآنا..
المواطن بعد مسيرة نضال طويلة من أجل الحق والعدالة و البناء والتعمير يصعد انصاف الساسة والمنافقين و الانتهازيين…
ويموت في المنافي الإجبارية أو تبتلعه المحيطات فعلا بخل عليه الوطن بالسكن والكفن
وبخلّت يا وطني بقبرٍ يحتويني في ترابكَ
فاروق جويدة
بخلّت يوماً بالسكن
واليوم تبخلُ بالكفن
ماذا أصابكَ يا وطن .
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
