الرئيسية » المقالات » ضد الانكسار [أمل أحمد تبيدي]: السياسة دون أخلاق خراب للأمة

ضد الانكسار [أمل أحمد تبيدي]: السياسة دون أخلاق خراب للأمة

أمل أحمد تبيدي

هل حقيقة ما يقال ان السياسة قائمة على عدم الأخلاق؟ سؤال اختلف في إجابته المفكرين والفلاسفة… أفلاطون يرى الأخلاق هي الأساس لذلك تحدث عن المدينة الفاضلة وعلى النقيض استندت معظم أدبيات المفكر الإيطالي نيكولا مكيافيلي على السياسة اللا أخلاقية وقال إن الهدف من السياسة ليس الأخلاق لذلك كانت مقولته الشهيرة (الغاية تبرر الوسيلة)..
توجد بعض الدول التزمت ببناء المدينة الفاضلة وسادت دولة المؤسسات والقانون الفاسد يحاكم حتى وأن كان رئيس الدولة ، لا يمكن أن يتجاوز صلاحياته أو يستغل نفوذه لمصالح شخصية..لدينا سادت أفكار المفكر الإيطالي (ميكا فيلي) التي كتب عنها فى كتابه (الأمير) الاستيلاء على السلطة بالقوة على أساس الغاية تبرر الوسيلة… لذلك تلاشت الأخلاق فى عوالم السياسة…عبر استخدام الدين فى السياسة أو صعود المنابر عبر شعارات (الحرية وحقوق الإنسان ووووالخ) كلها وسائل اتضح أنها استخدمت لتغيب الشعب من أجل الوصول للسلطة دون ان يلتزم كلا الطرفين بما يطرح أنهم يستغلون تلك المفاهيم من أجل تحقيق مصالح شخصية… وفعلا ما قاله (الواقعيين السياسيين) (آن الأخلاق ليس لها مكان فى السياسة) هذا ينطبق على واقعنا رغم انهم يتحدثون أن المصالح الوطنية التى تنهض وتعمر البلاد بينما لدينا يتحدثون عن كيف يصبحون أثرياء باستغلال موارد البلاد… قبل السلطة تجدهم يتحدثون عن العدالة والحقوق وبمجرد وصولهم للسلطة يكتشف المواطن انه خدع ويصبح كل شئ مبرر ومستباح من أجل تحقيق المصالح الشخصية (اعتقال تعذيب قتل) قال مكيافيلي (إن جميع الأنبياء المزودين بالسلاح بالسلاح ينجحون والأنبياء العزل يخفقون) وهنا يعنى السياسيين الذين ليس لديهم وازع يمنعهم من ارتكاب اى جريمة مهما كانت بشاعتها من أجل السلطة… القضية الحقيقية التى تلازم السياسة انعدام مفهوم المصلحة العامة وسيطرة مفاهيم المصالح الشخصية.. ومن الصعب أن تسود المصلحة العامة فى بلد تنعدم فيه المؤسسية وسيادة القانون… دولتنا مازالت تقوم على المبدأ الميكافيلي الذي يجعل للقانون استثناءات تتعطل بنوده عندما يفسد الرئيس وحاشيته وأسرته… ندرك بواطن الفساد ولكن ترسانة السلاح تقهر أصوات الحق… لدينا لا فرق بين من يأتي على دبابة أو من يخدر الشعوب بالخطب الرنانة القائمة على العدالة والحرية كلاهما لا يستندان على القانون الا لمحاكمة الضعيف فى كلا الحالتين تهدم دولة العدالة و المؤسسات بالاستثناء القائم على غياب الرقابة والمحاسبة داخل أروقة الحكم…لذلك سادت النظرة السيئة ظلم المواطن باسم الدعوة إلى الدين وباسم النخب التي تنادى بالمجتمع المدني ولكنهم استسلموا للخارج و لمصالحهم فلا خير فى هذا أو ذاك
العلم دون ضمير ما هو إلا خراب للروح والسياسة دون أخلاق ما هي إلا خراب للأمة.
مالك بن نبي
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
Ameltabidi9@gmail.com