كلما أتامل حالنا بعد سقوط النظام اتذكر جلسات القيادة والخطط والأحلام لبناء الغد خاصة ما قاله بعض المهندسين الزراعيين و خريجى زراعة الذين يشغلون وظائف بعيدة كل البعد عن تخصصهم. كان هناك حلم بأن الحكومة تمنح الشباب اراضى زراعية عبر ما يتقدمون به من أفكار وتدعهم لفترة محددة…… قيادة تغلق كافة منافذ الفساد بقوانين صارمة… مبادرات يقودها المسؤول حملات تدعم روح التكافل والعمل الذي يرفع معدلات الإنتاج ويتحول كل مواطن إلى منتج وليس مستهلك من اجل العبور.
كنا نتحدث عن تجربة رواندا ونحلم بأن نكون مثلها بالقيادة الرشيدة و العمل الإنتاجي دون إضاعة الوقت فى لجان تقتل القضايا وقوانين تثير الجدل و تزعزع تماسك المجتمع توجيه النظر نحو موارد البلاد وووالخ كلها احلام قتلها الذين يتصارعون على المناصب….
اعتبر قمة السذاجة عندما قلنا حكومة متقشفة ووزير معنا فى الأسواق والمواصلات…
كانت الأنظار تتجة نحو الزراعة وتحويل تلك المساحات القاحلة إلى أراضي خضراء باعتبار أنها عمود الاقتصاد لكثير من الدول التى تمكنت من خلالها أن تخرج من دائرة الفقر و تطورت صناعيا…. الحكومات التى تحرص على التغيير تتجة صوب الزراعة والصناعة… وقبل ذلك تجفف كافة بؤر الفساد لا مناصب مستنسخة ولا امتيازات ترهق خزينة الدولة….
كانت الأحلام متعددة ترتكز على الإصلاح والبناء… تكون الحكومة بعد سقوط النظام متقشفة تعيش مع المواطن تضع فى أولوياتها بنود داعمة للصحة والتعليم وخطط استراتيجية للزراعة والرعي والصناعة….يسود القانون الذي لا يوجد فيه استثناء وشفافية تامة لمسارات الأموال…. الخ أحلام ناضل الشباب من أجلها واجهوا القناصين وفتحوا صدورهم للرصاص هدفهم الحرية والعدالة والسلام.
كان الحصاد المر تهافت على السلطة قناصين من نوع آخر قتلوا الأحلام بالتهافت والصراع.. .. عجزوا عن التغيير لأنهم اتبعوا سياسات النظام البائد انعدام الشفافية مناصب يختار فيها الاهل والاصدقاء امتيازات ومرتبات ترهق خزينة الدولة… إقصاء الخبرات و الكفاءات و ابعاد الثوار الشرفاء الذين صدمتهم الحكومة بسياساتها الملتوية.
الوضع الراهن يؤكد فشل الحكومة الانتقالية…. عجزت عن محاكمة رموز النظام البائد و محاكمة مرتكبي جريمة مجزرة القيادة……
الخطط داخل القيادة كانت كبيرة والبرنامج الإصلاحية نابعة من أصحاب الوجعة الذين لن يغادروا البلاد بل واجهوا النظام من الداخل وهم ادرى بواطن الأمور (أهل مكة ادري بشعابها)…. لا يريدون مكاتب ولا منازل ولا عربات يتحدثون عن العمل الميدانى خطب تبث الوعي وتملك المواطن زمام الأمور…. إنها حكومة القيادة التي تم اغتيالها.
تغيير شامل اعلام قومي وقوانين ولوائح لا تعرف وساطة ولا تجعل من لا يستحقون فى القيادة لأنهم فقد يمتلكون علاقات تمهد لهم الطريق وتصنع منهم قيادات ضعيفة لا تمتلك خطط ولا برنامج…
نحن الآن نسير فى طرق معوجة لا تقدم مؤسسة ناهيك عن دولة..
كيف يستقيم الظل والعود اعوج
لن تمطر السماء أزهارا أبدا، فإذا أردنا المزيد من الأزهار يجب علينا زراعة المزيد من الأشجار.
جورج إليوت
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم