الواقع أصبح قائم على الماديات التى تميت القلوب… قتلنا الروح و كل غذائنا موجه نحو الجسد… وبعدنا عن الدين.
أصبح همنا الدنيا… لذلك نحتفى بالسارق ونصفق للفاسد ونرفع من شأن المرء ليس بما يمتلك من علم وإنما بما يمتلك من مال… ويقف العلماء على أبواب الجهلاء من الأثرياء والحكام وتضيع بذلك هيبة العلم والعالم… يغرق البعض فى مباهج الدنيا…
هذا الأمر ليس بغريب ففى العهد العباسي كثر الفجور واللهو والابتعاد عن الدين… وأصبح المجتمع غارق فى ملذات الدنيا لذلك ظهر تيار يدعو إلى الزهد كتيار مضاد لتيار مجالس الخمر والرقص والغناء..
واتبع الشعر كوسيلة اصلاحية عبره يدعو للنصح والارشاد وتغذية الروح بالقرآن والتمسك بالقيم النبيلة والزهد فى الدنيا الفانية ومن أبرز شعراء تلك الحقبة أبو العتاهية و بن اسماعيل القرشى و الالبيري وووالخ
قال أبو العتاهية :
يا جامع المال في الدنيا لوارثه
هل أنت بالمال بعد الموت تنتفع
اتضح فى الوقت الراهن أن الروح أهملت أصبح الإنسان لا يشعر بلذة الحياة ولا يدرك معناها.. فما يشهده العالم من إدمان الأثرياء والمشاهير للمخدرات و انتحار البعض وووالخ ما هو إلا دليل على جوع الروح التى تحتاج إلى ذكر الله والتقرب إليه…
نتساءل لماذا نقتل بعضنا البعض ولماذا تكثر المكايدات وأحياء الفتن؟ وووالخ كلها تساؤلات تبين فقداننا للقيم الإنسانية بل تجردنا منها تماما ووصلنا المرحلة الأخيرة من حب الذات المدمر…
واتمنى فى هذه الأيام المباركة أن نصل تلك المرحلة التى وصل إليها البعض وقال فيهم الإمام الشافعي :
إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا
تَرَكوا الدُنيا وَخافوا الفِتَنا
نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا
أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا
جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا
صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا
انظروا إلى الدنيا نظرة الزاهدين فيها، فإنها عن قليل تزيل الساكن، وتفجع المترف فلا تغرنكم.
أبو ذر الغفاري
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم