اكتب اليوم من خلال تحليل دقيق وفهم عميق ومتابعة مما يحدث في السودان ومن خبرتي المكتسبة ورؤية للمستقبل ومراقبة مجريات الأحداث المتسارعة حول العالم وتهاوى الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار السلع والمشتقات البترولية نتيجة حرب روسيا وأوكرانيا.
الشعب السوداني العظيم يفتقد القيادة الحكيمة الرشيدة التي تقودهم الى الأمام وتحقق أهداف التنمية المستدامة التي تصب في خدمة الوطن والمواطن وتكون على رؤية وطنية شاملة وقراءة مستقبلية وقدرة كبيرة عل تجاوز التحديات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية بحنكة، ووطنية.
ما نراه الآن في الواقع السوداني مع الاسف الشديد هو فشل كبير جدا في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتخبطات وعشوائية في اتخاذ القرارات الدولية والاقليمية المهمة دون تروي او حتى تفكير عميق مما أثرٍ سلبًا على العلاقات مع الدول العربية والاوروبية وأميركا.
أمريكا وأوروبا الغربية بعد إعلان السودان علانية أن يسمح لروسيا البيضاء بتأسيس قاعدة بحرية عسكرية علي البحر الأحمر كيف يكون رد فعلهم مع العلم بان مصر والسعودية وإسرائيل فتى أمريكا المدلل هم حلفاء استراتيجيين لأمريكا ولن يسمحوا بوجود قاعدة روسية على البحر الأحمر بقرب قناة السويس.
أمريكا وأوروبا الغربية سوف تفرض عقوبات قاسية جداً على النظام الحاكم في السودان وتجميد كل ارصدتهم في الخارج وارصدة رموز النظام السابق والحالي وكل من يثبت تعامله من افراد، او شركات تابعة للحكومة، او الجيش، والدعم السريع في كل أنحاء العالم وإيقاف تهريب الذهب الى روسيا بهدف ارغام روسيا بعدم التدخل العسكري لأي دولة أوروبية في المستقبل ولن يكون هناك تهاون او استثناء.
السودان في ظل الظروف الراهنة لن يكون بمقدوره تحمل أي عقوبات ولو كانت ستة أشهر فقط ولن يكون بمقدور دولة بحجم الصين على مساعدة السودان ناهيك عن روسيا سوف يكون حصار اقتصادي خانق جدا وسوف تناي الدول العربية بنفسها بعد ان حققت هدفها كاملاً بعزل السودان عن المجتمع الدولي مع الأسف لم يفطنوا الساسة في السودان بأنهم وقعوا في الفخ وأن أصدقاء الأمس هم أعداء اليوم.
ما هو الحل؟ حكومة مدنية كاملة الدسم مع تمثيل دبلوماسي فاعل ومحاولة العودة بأسرع ما يمكن للمجتمع الدولي. وضع خطة قصيرة وبعيدة المدى من قبل حكومة مدنية تعتمد على بناء صناعة داخلية قوية مستقلة تنتج منتجات محلية تضاهي كفاءة المنتجات الأجنبية وبأسعار أقل، وتعمير الصحراء وتنمية الزراعة وتطويرها في السودان مما يؤدي لبناء اقتصاد داخلي قوي يغطي حاجة السودان ويحقق الاكتفاء الذاتي ثم مراجعة المنتجات الأجنبية وربط اقتصادنا بالاقتصاد العالمي وبناء اقتصاد مستقل يقوم على احتياطي الذهب، وبذلك يتم التحكم في سوق الأوراق النقدية في السودان.
محمود احمد عبد النعيم
السويد
شكرا لك استاذ محمد أحمد عبد النعيم على وجهه نظرك
&كثير من الرسائل فى بريد ضد الانكسار… وعدم نشرها لا يعنى التجاهل وإنما احيانا تقف الأحداث المتسارعة والمتغيرات السياسية حائل دون نشرها…
للذين يتفقون معي في الرأي كل الشكر والذين ينتقدونني كافة الاحترام والتقدير لقد استفدت كثيرا من النقد البناء وللذين يرون أن الوطن فى مهب الريح و لا مستقبل له اقول لهم غدا تشرق شمس بلادي مهما كثرت فيه المهازل و تحكم فيه الجهل والبندقية