نحن نصنع الطغاة بجهلنا وخوفنا وحبنا للتطبيل..لماذا تبهرنا سلوكيات المسؤولين في أوروبا ومعظم دول العالم المتطور تلك دول طردت الجهل من مجتمعاتها وزرعت الوعي بالحقوق والواجبات لذلك يرون المسؤول مجرد موظف دولة يحكم فيها القانون لا تعرف معنى الاستثناء الفاسد يحاكم حتى وأن كان الرئيس …
الأزمات المتفاقمة تبعث نوع من الإحساس بأن القادم هو المنقذ ولا بديل له مثل تلك العقليات تسهم إسهام مباشر في ولادة الدكتاتور الذي يسعى الي تقوية حكمة عبر سياسة البطش و يعتقد أنه من خلال ذلك سيتمكن من حكم دائم ويرى الديمقراطية فوضى والخلاف خروج عن الحاكم يستوجب القتل… نحن نصنع طغاتنا عبر مفاهيم التضخيم… التغيير يجب أن يبدأ بأنفسنا (لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) يكفي أننا خدعنا 30 عاما بكذبة (اذهب الى القصر رئيسا سأذهب إلى السجن حبيسا) وتم سجننا في مفهوم أن زوال الإنقاذ يعني حرب أهلية وفوضى عارمة وووالخ …. علينا أن لا نقف طويلا أمام الخطب الرنانة أو الوعود الفضفاضة… الثورة يجب أن تكون خطط وبرنامج تطبق من أجل النهوض بالبلاد من عتمة الجهل بطرق أبواب العلم الذي سيكون سلاحنا ضد الفقر و المرض، ضد كافة القيادات التي تتخلى عن مفهوم السلطة الحقيقي لا لطغاة جدد لا للتطبيل وكافة أشكال تضخيم المسئول.. ونكون العين الراصدة والمتابعة دون خوف أو وضع هالة، الولاء للوطن وليس للأشخاص من أجل سلام مستدام وقيادة عجلة التنمية ….
على رئيس الوزراء أن يقف ضد الترهل في طاقم الحراسة وطاقم الاستشاريين والسكرتارية ومدراء المكاتب وتحجيم الامتيازات ويرفض أن تكون المناصب لترضية هذا أو ذاك ووووالخ…. إذا لم تكونوا مع المواطن و همومه لا خير فيكم وإذا لم تسعوا للتطوير والنماء فلا فرق بين قيصر مضي وقيصر قادم يرتدي ثوب الديمقراطية والحرية والعدالة … نعم سيكون السودان ياسيادة رئيس الوزراء كما قلت (سيكون السودان رافعة اقتصادية لكل دول الإقليم) اذا حاربت الفساد بكافة اشكاله و أسست لدولة القانون ودون ذلك سيعجز حتى من رفع نفسه من وحل الصراعات والانهيارات
وبداية الإصلاح من أعلى
سئل أرسطو من يصنع الطغاة؟ فرد قائلا ضعف المظلومين .
أرسطو
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم