سيخسر الذين اشتروا ميناء أبو عمامة خسارة تاريخية فادحة ، وسيعضون أصابع الندم !!
لا يمكن أن يقبل عاقل أن تبيع دولة ذات سيادة ميناء . لأنه ليس مرتبطا بالسيادة الوطنية فحسب ، إنما يتعداها ليصبح مسألة حياة أو موت .
ليست قطعة أرض في حي سكني وليست باخرة .. إنها ميناء الضرار تستهدف قتل ميناء بورتسودان ليتمكن مالكوها من خنق السودان متى ما أرادوا . وليخرجوا ما أرادوا من خيراتها دون رقيب او رقيب لا إرادة له على أحسن الفروض .
من قبل قضوا على ميناء سواكن أقدم وأفضل موانئ البحر الأحمر .. وقد عرف السودانيون منذ القدم أن الميناء أكبر مداخل الخير ، وهي في نفس الوقت أكبر موارد الشرور ..
عرف ذلك أمير الشرق عثمان دقنه وصعد إلى جبال هندوب المشرفة من عل على سواكن .. كانت في مرمى نظره حيث قررت بريطانيا جعل سواكن قاعدة لإنزال الجيوش من الهند ومصر وتركيا لاستعادة احتلال السودان ، وانشاء خط حديدي منها إلى بربر ثم الخرطوم لنقل جيوشهم الغازية ..
لكن هيهات .. وقف لهم رجال الشرق وقائدهم عثمان دقنه بالمرصاد ، وخاض معهم ثلاث عشرة معركة شرسة هزمهم فيها هزيمة نكراء في سبع معارك .. وخسر ستا منها لكنه منعهم من التقدم خطوة واحدة خارج سواكن حتى في المعارك التي لم يكسبها !! دفع الرجال أرواحا عزيزة ودماء غالية في حماية ثغر السودان حتى اضطر الغازي لأن يغير خطة دخوله إلى منفذ ٱخر .وأخر جهد دقنه ورجاله في حماية المدخل عبر سواكن الغزو البريطاني وأطال عمر المهدية ثلاث عشرة سنة ..
من يضمن أن لا تستخدم ميناء أبو عمامة كما فعل البريطانيون في سواكن .. بل من يضمن أن لا تكون الميناء المباعة مدخلا للنفايات النووية والمخدرات والسلع المحورة والفاسدة ..
إن فساد السودانيين في إدارة الموانئ يمكن أن تشمل بطء الإجراءات او التلكؤ والتأخير في الشحن والتفريغ أو التجاوزات في اخراج عفش أو بضاعة لبعض المحاسيب . أو علبة حلوى وكيس لبن يخبؤه عامل أو موظف تحت ثيابه .. لكنه لا يشمل قطعا ما يمس السيادة الوطنية ويسمح بدخول ما يهدد أمن الوطن ، ولا يسمح باستنزاف مواردنا الغالية .
إننا نشهد الٱن تفريطا واضحا في السيادة الوطنية ، يتجلى في تدخل الدول السافر في أخص شؤوننا الداخلية ، وعربدة السفراء ورجال المخابرات وعملائهم في بجاحة لم يشهد تاريخنا لها نظيرا أو مقاربا . وليس بدعا التفريط في السيادة ببيع ( ميناء ) .. لكن قصر النظر عند من باعوا واشتروا حجب عنهم أن يدركوا مالات ما يفعلون ..
نسوا أن الأمور آيلة إلى تصحيح دون ريب .. وان كل شيء سيعود إلى نصابه .. ستبتر أيدي الاستعمار الجديد ، وسيخرج من بلادنا نازفا صاغرا ذليلا .. سيفرون كما فروا من كابول وعملاؤهم يتعلقون بعجلات الطائرات الهاربة على عجل ..
حينها سيجد من اشتروا ميناء أبو عمامة وصرفوا دم قلوبهم في إعمارها أنها آلت الى السودان ملكا وإدارة بقرار من أربعة أسطر يصادر الميناء كرمز للسيادة الوطنية وأنهم كانوا أكبر المغفلين .
عندها فليحاول المالكون وضع يدهم بالقوة عليها .. فعثمان دقنه وأبو عنجة والزاكي طمل موجودون ..
أقرأوا التاريخ أيها الناس !!