أول من استخدم تعبير القحط في عنوان مثير كان المرحوم الرائد زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر في مذكراته الشهيرة في طبعتها الأولى قبل تنقيحها في الطبعة الثانية لأسباب قدرتها أسرة الراحل كان عنوان المذكرات ( مايو سنوات الخصب القحط ) وهو عندي من كتب المؤانسة التي ترطب كبد القاري وتحمله لسنوات مضت ولكنه صدر في طبعته الأخيرة بعنوان ((مايو سنوات الخصب والجفاف))
إخواننا في تحالف قوى الحرية والتغير الذي تشكل في أخريات أيام الإنقاذ مدفوعين برؤيا صلاح قوش اختاروا لنفسهم الاسم قحت وأحيانا قحط والقحط هو جفاف الموارد ونضوب المأكل والمشرب والقحت من قح يقح كحة والكحة من الأمراض الشائعة في السودان وتسمى أحيانا الكتكوته وأحيانا أم شعتفه والكحة التي يطول أمدها اما بسبب قصور في عضلات القلب أو تلف في الرئة بسبب تناول الكحول والتدخين
على أية حال كان اسم قحت هو الأكثر شيوعا في أدبيات السودانيين ومجالسهم في الاتراح والأفراح وطوال سنوات قحت لم يجني السودان من هذا التحالف خيرا وعندما (نشوف اخرتها) كما يقول الراحل سعدالدين إبراهيم كان تحالف قحت والجنجا الذي هدم السودان من قلبه إلى أطرافه وقحت بذلت كثير من الوعود الكاذبة وباعت للشعب ريش الديك واكلت هي لحمه
ولكنها في بدايات العام الحالي صدقت وعدها أوفت بالتزامها حينما خيرت السودانيين ما بين التوقيع القبول بالاتفاق الإطاري بلا تعديل باعتباره كتابا منزلا من أمريكا وبريطانيا وممولا من الإمارات وأما إن ينتظرون قيام الحرب فرفض الشعب عقد الإذعان ورفض الجيش حكم الضعيف على القوى وكانت الحرب
ولقادة قحت تجارب سابقة حينما كان ياسر عرمان هو الفاعل في الحركة الشعبية خير سكان جبال النوبة ما بين اثنان أحلاهما مرا إما التصويت للنجمة أو انتظار الهجمة فوقعت الهجمة مثلما حصد الشعب الان الحرب التي اشعلتها قحط
أمس بدلت قحط اسمها ولم تبدل خلقها وسلوكها وجاءت بكل مشرد في دول العالم ولأسباب غير معلومة غاب الشريك الأكبر والجناح العسكري لقوى الحرية والتغيير التي سمت نفسها باسم جديد الجبهة المدنية العريضة فأصبحوا الجبهجية الجدد وتم اختصار الجبهة (بجوع) فإذا كانت قحط قد أشعلت حرب ١٥ أبريل فماذا ينتظر السودانيين في عهد جوع؟؟