الرئيسية » المقالات » خارج النص[يوسف عبد المنان] كباشي في جبال النوبة أكثر من موقف وقضية (2)

خارج النص[يوسف عبد المنان] كباشي في جبال النوبة أكثر من موقف وقضية (2)

يوسف عبدالمنان


قبل أن يطوف شمس الدين كباشي على سوق كادوقلي وهو يجتر ماضي الأيام ومتاجر عمر الخليفة وعمر السنجك ومحمد آدم الشفيع قد صارت أطلال وشي من الماضي ولكن لايزال الترزي صالح إبراهيم نورطيبه يطرز مناديل العشاق ويحيك عراريق النساء الجميلات ولايزال عبدالرحمن فلتي رغم اغترابه حاضرا في مقاهي كادوقلي تحت ظلال النيم والمهوقني

ولكن غاب الي الابد زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي أحمد العوض كما غاب الأمير عبدالرحمن ابو البشر الأنصاري الوسيم وغاب الرياضي ضلمان والد الرائعة راوية وغاب كبي الغزال والناظر عثمان بلال حامد اللكه وبقيت كادقلي بحاضرها وشبابها وفتيانها ومستقبلها المقدم عبدالرحمن كافي طياره البدين وأبناء ابونصيب وأولاد الشيخ شريف وداؤود ومحمود الذين يستقبلون ضيوف كادوقلي بقلوبهم قبل أياديهم الممتدة لكل صاحب حاجة ومسغبة حتى لوكانت الحكومة نفسها
في صباح الجمعة الماضي والفريق شمس الدين كباشي يخرج من ضيق الغرف الصماء ذات الهواء الرطب لفضاء الحرية الاجتماعية ووضعت كراسي الجلوس في ساحة استراحة الجيش وجاءت الزلابية من بيت أمير الدلنج الدكتور حسن عبدالحميد وجاءت القهوة من منزل العمدة بخاري عمدة قبيلة دار نعليه  توافدت جموع المحبين وأصحاب الحاجات  والطلاب والتجار والجميع يمني نفسه ببضع دقائق يتحدث فيها مع القائد دون جحب وحراس غلاظ يحولون بينه والرعية نادي كباشي للرائد محمد إبراهيم وفتي المراسم المشرق مهند وأصدر توجيهاته
يامهند (اي زول عاوز يجيني يجي طوالي ماتمنعو الناس نحن جينا عشان شنو ياجماعة ماجينا نسمع للناس)
ليس غريبا أن يجلس كباشي في قلب سوق كادقلي ويسمع لهموم الناس ومشاغلهم وليس غريبا على قادة الحرية والتغير أمثال إبراهيم الشيخ يسؤوهم رؤية قيادي يقف وسط الناس ويصافح كلتوم ابوكوره وكاكا كرتكيلا وموسى حماد الملقب( بالموس ام شقين) ويشرب القهوة وسط أهله ولا يهتف ضده أحدا مثلما يهتف في وجه إبراهيم الشيخ الشباب من صانعي الثورة ووقودها (بي كم قحاته باعو الدم)

ولم يطلب احدا من كرام أهل كادوقلي ذلكم الرجال الشرفاء والنساء الماجدات أعانه مالية أو طلبات مساعده لكنهم كانوا بوجوههم المشرقة يبتسمون ابتسامة الرضا في وجه الكباشي الذي يخفى أحزانه ودموعه وراء النظارات السوداء لم يهاب كباشي زحام سوق الجمعة والقادمين من كلمو ومرتا والبان جديد والسما وتافيري والملكية وفريق الكوز يهتفون يا كباشي قرارك ماشي والكباشي هو من اتخذ في هدوء وبلا ضوضاء قرار تغير لجنة أمن ولاية جنوب كردفان ولم يبقى الا على الوالي موسى جبر المكلف ولكنه تعهد بأن قريبا سيعين واليا بالأصالة سواء كان موسى جبر الذي رافعته خبرته كضابط إداري وليس حزبه حزب الامه الذي الت إليه ولايات كردفان الثلاثة بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر الماضي ولكنه اي الحزب ظل يلعن الانقلاب وقائده لأن السيدة مريم خرجت من الباب الوسيع من وزارة الخارجية
في سوق كادقلي سأل الكباشي عن سعر ملوة العيش الأحمر الشهير (بالمقد) وسأل عن سعر( الهالوك وملوة الكرناكه) الأول نبات جزعي يشبه البافرا والثاني هو ثمرة اللالوب الداخلية واحتسي فنجان الجبنه مع المواطنين وكان الرجل يتزكر الغناء الجميل في الزمن الأجمل لفرقة عقد الجلاد وهي تجمل سماوات السودان عن ادروب وشرق السودان (فنجان بي شمالو يسوي الدنيا بي حالو؛؛)
ودلالات أن يمشي القائد في الطرقات ويخاطب الناس بمشاغلهم ويحتسي معهم الشاي والقهوة تعبر عن عميق الارتباط الوجداني وذلك ما يقدم عليه العسكر وحدهم وهم لا يدعون بأنهم ممثلين شرعيين للشعب بينما القادة المدنيين يهربون من انفاس الجماهير ويستظلون بكاب العسكر منذ جعفر نميري الذي غني مع الشعب (قام اتعزز الليمون عشان بالغنا في ريدو) وحتى البشير وسيرته الشهيرة والان من قادة الساحة السياسية يبرز الكباشي وحميدتي وحدهما من يتحدثون للجماهير علنا ولايتهربون من استحقاقات الشعب
في خطاب الكباشي بالدلنج كان التاريخ حاضرا وشخوص المدينة تتجدد زكراهم من منبر حشد له شباب الدلنج الآلاف من الرجال والنساء كانت خطبة الكباشي التاريخية بمثابة أنصاف لمن ظلمهم التاريخ ووفاء الكباشي للماضي ينم عن نفس متصالحة مع الحاضر
بعث التحايا لرجال غرسوا ثمرة المعرفة من الأستاذ الراحل جولي ارقوف والشيخ التاج حسين والراحل مختار حسن وأحمد ابوهم ابواندروعه وحسن بطران ولم ينسى آدم كرمتي ولا تجار المدينة من الجلابة بناة المدينة وعمار الأرض محمد إبراهيم حماد وعبدالرحمن خالد ونصر صارمين ويوسف شامي وافذاذ لاعبي كرة القدم مصباح فطر وسياس وأحمد الشفيع والمغنيين والأدباء والدلنج سينماء المدينة والعجلاتي كالتكس والدقيل أيقونة المدينة وانسانها وحاجه وراء والكثير والمثير الذي قاله الكباشي في خطبته التي دغدغت المشاعر ولامست هموم الناس

ومن ميدان الحرية إلى استاد الدلنج الذي بدأت الشركات التي تعاقد معها شمس الدين كباشي في تركيب الإضاءة وتنجيل الملعب بفضل تبرع سخي من الجنرال أحمد إبراهيم مفضل الذي يحفظ له الشعب نذاهته وعفته وارتباطه العميق بالناس وتحدث في احتفالية الأستاد قائد الثورة الرياضية ورئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم بالدلنج وتعهد بعودة جنوب كردفان لمنافسات الدوري الممتاز بعد هبوط هلال كادوقلي ولكن من رماد الهزيمة ينسج انسان جبال النوبة خيوط فجر الانتصار القادم
وإذا كان الراحل مجذوب يوسف بابكر قد وضع لبنة الاستاد الأولى فالفريق كباشي يعمر الأرض الخراب بالرياضة والطرق والبنى التحتية وتصافي المجتمع وقد وضع الكباشي مع أساس نجيلة ملعب الدلنج حجر أساس المصالحة بين اعمامه الانشوا وخيلانه الحوازمة دار نعيله
ولنا عودة عن رجال وراء نجاح زيارة الكباشي لجبال النوبة