في غابر الأزمان كانت الإزاعة الإثيوبية في عهد (منغستو ود مريم) لها خدمة باللغة العربية لأهداف سياسية وثقافية ولما كان الشعب الإثيوبي ونخبه لهم إلمام ومعرفة دقيقة بالمزاج السوداني العام خصصت الإزاعة الإثيوبية برنامجا للأغاني السودانية مثل إزاعة ركن السودان من القاهرة انظر وتأمل في (ركن) كنا يفعا نهوى الاستماع إلى الراديو بيد أن ظروف الأسرة القاهرة وظلال الفقر غير المزل حرمنا من الراديو وفي العصاري مابين الساعة الثالثة والرابعة نهرع لدكان الراحل على شيخ الدين بقرية مناقو وكان للحسب الله راديو كبير نستمع إلى الإثيوبية رخيمة الصوت وهي تقرأ أسماء طالبي اغنية الفنان محمد وردي مرحبا ياشوق وحينها لم يتفتح وعينا للسؤال عن شاعرها القاضي جيلي عبدالمنعم ولا كاتب اغنية من قساك لإبراهيم عوض ولكنا نهيم وجدا وتمتلي جوانحنا طربا وجيوبنا بلحا والجميع في حالة صمت وعثمان حسين يدغدغ مشاعر الملايين باغنيات مثل داوم على حبي ماتفكر تنساني
وفي ام درمان أيضا برنامج مايطلبه المستمعون ولشخصي تجربة في تقديم برنامج مايطلبه المستمعون قدمتها من خلال إزاعة ملكال صوت السلام بعد أن تم تكليفي مع اخوان آخرين بإنشاء تلك الإزاعة في النصف الأول من تسعينات القرن الماضي وكانت مكتبة الإزاعة فقيرة لاتلبي حاجيات المستمع لذلك يطلب البعض سماع اغنية ترباس ويبحث المخرج عبدالعزيز الطاهر ولايجد غير اغنية إلى مسافرة لحمد الريح فنقدمها للمستمع ولانعتزر له لاختياراتنا وفشلنا في الاستجابة لطلبه
ربما استفاد الفريق أول عبد الفتاح البرهان من تلك الحقبة وكان مستمعا جيدا لبرنامج مايطلبه المستمع واحتفظ في مخيلته بفكرة أن يلبي اشواق مستمعيه عند الحديث السياسي في التنويرات العسكرية والبرهان لم يعد يأبه كثيرا بمخاطبة الشعب والقوى المدنية الا من خلال أحاديثه في المناطق العسكرية والبرهان رجل شديد الذكاء ويعرف كيف يروض الآخر ويرواغ مثل فتى فرنسا الابنوسي كليان امبابي
ويحرز الأهداف بطريقة تجعل خصمه يصفق له دون وعي
البرهان في تنويرات الجيش يقول (كلام زي الفل) على قول المصريين ولكنه في المسرح السياسي يقدم عرضا مغايرا لما قاله بالأمس لإرضاء مستمعيه وتركهم في حالة نشوة وسكر وقبل أن يفيقون من تلك الحالة يعمل نقيضها
تحدث البرهان عن شروطه هو للمضي قدما في تنفيذ الاتفاق الإيطاري بدمج الدعم السريع في القوات المسلحة؟؟ وتهللت اسارير الجند وهتفوا للقائد الذي يمثلهم في تلك الحالة ويلبي اشواقهم في رؤية الجيش الموحد الذي لاشريك له إلا الشرطة وجهاز الأمن ولكن السؤال هل إدماج الدعم السريع في الجيش قضية القوى المدنية ام شان عسكري بيد البرهان الأقدام نحوه اليوم قبل الغد دون معارضة من أية جهة!!
وهل الفريق حميدتي قائد الدعم السريع رفض يوما دعم( قواته) في الجيش وهل قوات الدعم السريع هي قوات خاصة بحميدتي ام قوات للسودان تدافع عنه كبلد لا عن الرزيقات كعشيرة والدعم السريع مهما اختلف الناس حوله له افضال على السودان ويعمل في ظروف بالغة الدقة ومناطق وعرة وخاض معارك عسكرية من أجل وحدة السودان
ما ينبغي للإسلاميين نسيان فضل حميدتي ولا اليسار ولا حزب الأمة ولا البعث ولا دولة الإمارات والسعودية ولا البرهان نفسه الذي جاء لمقعده بعد أن حرد حميدتي ورفض خيار قيادة الفريق عوض ابن عوف للمجلس العسكري الأول وحاول حميدتي حتى إدخال صلاح قوش ولكن غضب الثوار والمزاج الثوري العام لفظه كما لفظ عوض ابن عوف وحتى الاتفاق الإطاري بغض النظر عن من أين جاء وكيف جاء وما هو معلن منه ومخفي في الجيوب العميقة فإن حميدتي هو الذي حمله وبشر به وصرف عليه من خزائنه التي لا تنفد حتى أصبح الآن واقعا فهل إدماج الدعم السريع قضية سياسية خاضعة للمساومات بين قحت وقحت وقحت والعسكر!؟ ؟
ماالذي يحول مابين البرهان والتوقيع على قرار الإدماج اليوم قبل العودة للثكنات؟؟ بنص القانون يملك البرهان كقائد للجيش هيكلة قواته وادماج الدعم السريع الان وليس غدا
ولكن البرهان يريد( بيع ريش الديك بالقطاعي) ويتحدث بما يطرب له المستمع ويمضي في مشروع حكم السودان بمباركة القوى الإقليمية والدولية وتأييد على استحياء من قوى الحرية والتغير وترهيب وترغيب الإسلاميين ومد جسور التواصل مع الغرب والشرق ليحكم السودان كما حكمه جعفر نميري ١٦ عاما والبشير ٣٠ عاما لأحد أفضل من الاخر والنخب السياسية التي تبيع لشعبها الأوهام هب ذات النخب ومن قبل سوقت للشعب فرية وأكذوبة أن جعفر نميري هو طيش حنتوب وهتفت نفاقا لن يحكمنا طيش حنتوب ولكن طيش حنتوب حكمهم سته عشر عاما
وجاء البشير وسرقت النخب للشعب بأن البشير ما هو الا دمية في يد الترابي يحركه كيف شاء وحتى بعد أن وضع البشير الترابي في السجن وحل برلمانه واحتله بالدبابات لاتزال تلك الفئة في اعتقادها القديم ليحكم البشير ٣٠ عاما ويأتي البرهان اليوم محمولا على أكتاف اللجنة الأمنية ويسوق البعض بأن البرهان ضعيف ومتردد والمجتمع الدولي لن يدعم قوي الحرية والبرهان يقتصر الطريق ويمد جبال الوصل وجسور التلاقي بين سلطته في قصر غردون ومبنى الكنيسة الإسرائيلي في تل أبيب من أجل أن يبقى في السلطة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ولكنه يتحدث للكل بما تطرب له اذانهم ويدغدغ مشاعرهم بالحديث عن المتفق عليه كدمج الدعم السريع في الجيش لكنه يشتري الديك بجنيه ويبيع ريشه بجنيهن