الرئيسية » المقالات » خارج النص[يوسف عبدالمنان] السودان تحت الاستعمار الإماراتي البريطاني الجديد

خارج النص[يوسف عبدالمنان] السودان تحت الاستعمار الإماراتي البريطاني الجديد

يوسف عبدالمنان

هل حقا ماهان السودان يوما علينا؛؛
كيف لم يهن السودان وقد أضحت بلادنا كامراة مباحة في قارعة الطريق تنتاشها ذئاب السياسية ويقرر في مصيرها الأجنبي الذي كتب لها دستورا واتفاق سياسي لتوقع عليه القوى السياسية اذعانا وطمعا وخوفا وتبعد عن حكمه أغلبية شعبه بزريعة فلول النظام السابق
السودان اليوم ماعاد مالك زمام امرؤ مثل تشاد التي تطرد السفير الألماني ولا تخشى عاقبة ذلك ولا السعودية الجديدة التي نظرت وقدرت مصالحها واتجهت إلى الصين وكسرت قيود الوهم بينها وإيران وأدخلت عمان في خط التحرر الجديد ويمضي الان قطار تسوية إيقاف حرب اليمن التي يتضرر من إيقافها السودانيين بعد أن أصبح السودان مصدرا للمقاتلين بالمال الإماراتي لأن الإمارات لارجال لها ولذلك تستاجرنا وهي تقول للسعودية خير ما استأجرت القوى الأمين نحن لنقاتل نيابة عنها ويالها من فجيعة وعار منذ أن باع شرف السودان طه الحسين وحتى اليوم ولا السودان مثل مصر التي كسرت القيود بينها وتركيا وقدرت مصالحها لأن مصر يقودها ضابط جاء من رحم جيشها الوطني اسمه عبدالفتاح السيسي
السودان في هذه اللحظة تجاوز المنعطف الخطير الذي قبعنا فيه منذ الاستقلال وتردي في هوة سحيقة من الذل والعودة للاستعمار الحديث بطوع قادته (كرعينهم في رقابهم) أو كما قال سيدنا حميدتي في لحظة صدق مع نفسه ومع شعبه وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة هي وريث حكم السودان والوصي على حكومته هي من تقرر من يأتي وزيرا و من يقبع في السجن حبيسا ومن يفاوض من واضحي السفير الإماراتي في السودان يخضع له قادة الأحزاب الحاكمة  والناشطين والنشاطات
ومن المضحك والمبكي معا أن دولة الإمارات التي تحكمها أسرة واحدة مستبدة طاغية هي من يحدد للسودانيين حاجتهم للانتقال الديمقراطي المدني كان الديمقراطية التي تدعوا إليها الإمارات هي من تأتي باال زايد عبر صناديق الاقتراع؟؟
من سخريات الأقدار وخوارم المروءة السياسية أن يتحدث سفير أبوظبي في الخرطوم عن ضرورة احترام حقوق الإنسان في الإنسان وهذا السفير ربما تعلم من داعية الحرية الأمريكي جيفرسون عدم الحياء ومغالطة النفس وجيفرسون كان يدعو لحرية السود في أمريكا إبان الثورة الأمريكية ولكنه يحتفظ في بيته بخمسين من العبيد والإماء وسفير الإمارات لم يسأل نفسه يوما عن مصير سوداني اسمه الصادق صديق عبدالله والده شهير باسم صديق ودعه هذا الشاب يقبع في سجون الإمارات منذ ١٠ سنوات تحت الأرض ومجهولا مصيره ولايعرف الان هل قتل ام سحل ولا يستطيع اي مسؤول سوداني السؤال عنه منذ حقبة مصطفى عثمان في الخارجية وحتى اليوم لأن الدم السوداني رخيصا عند الإمارات والا لما قتل العشرات بل الآلاف من السودانيين في حرب اليمن
وحتى صديق ودعه الذي هو حليف حلفاء الإمارات إثر مصالحه الخاصة ولم تحركه نوازع الأبوة في استعادة ابنه المغدور به والان نحن على أعتاب حكومة جديدة فإن الإمارات تفكر وتدبر في الدفع برجالها لسدت الحكم وتعيد حمدوك ومن معه ليسهل لها ضم موانئ الشرق لمواني دبي بعد أن أصبح أسامة داؤود هو وكيلها وضامن مصالحها الاقتصادية لاستنزاف قدرات السودان على ضالتها وإذا كانت بريطانيا التي أنفقت ١٧٩ مليون جنيه استرليني من أجل التغيير في السودان هي التي أسند لها إعادة هيكلة الحكم وصياغة المجتمع وفق الثقافة الغربية قد تخلت عن دورها الذي كان منتظرا أن تلعبه بعد أن وجدت وكيلا عربيا يقوم مقامها فإن مصر الأقرب للسودان رحما وتاريخا وثقافة والأكثر تضررا من فوضى السودان الراهنه قد تخلت هي الأخرى عن دورها في السودان فلا عجب أن يصبح السودان مستعمرة إماراتية بضعف قادته وهوانهم على أنفسهم وشعبهم وفي غياب المؤسسات يتعاظم دور الأفراد وتنتفي الرقابة ويصبح الضمير في سوق النخاسة الرخيص