منذ سقوط نظام الإسلاميين قبل أربعة سنوات لم يخرج التيار الإسلامي بولاية الخرطوم في مواكب غاضبة وحاشدة مثلما خرجوا ظهر السبت في مسيرة لم يحشد المتظاهرين بالبصات ولم تتعدى الدعوة للمسيرة بضعة أيام تصريحات من البروفيسور إبراهيم غندور في حملة نظمتها عشيرة الفريق المعتقل عبدالرحيم محمد حسين وبضع دعوات في وسائل التواصل الاجتماعي.
ليثور خصوم الإسلاميين ويوفرون لهم دعاية مجانية لموكب السبت الذي بدأت فيه ملامح تشكل شارع إسلامي عريض نفض عن جسده التكاسل وتحسس مايحاك ضد السودان كبلد من مؤامرة أمريكية إماراتية سعودية لتبديل وجهت البلاد الحضارية وذلك من خلال طرح دستور تكفلت به وزارة الخارجية الأمريكية كوصفة تعتقد الإدارة الأمريكية أنها تلائم السودان وتحقق مقاصد مشروع التغيير الذي تعثر بمقاومة ناعمه لغالب أهل السودان.
لكن الولايات المتحدة دخلت أخيرا في خط إعادة تفكيك السودان ثقافة وهوية وجاءت بمسودة مشروع الدستور الانتقالي ووجدت ضالتها في قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي طار فرحا بدستور علماني اقصائي ينصب المشانق للإسلاميين في رابعة النهار ويمكن للولايات المتحدة والإمارات بتنفيذ مشروع القراي وحمدوك وبروفسير محمد الأمين التوم
مخاوف تبعث الغضب:
إذا كان مشروع الدستور الأمريكي قد وجد هوى عند قوي الحرية والتغير للانتقام من خصومها فإن الدستور الأمريكي قد بدأت ملامح مقاومته من خلال الشعارات التي رفعت أمس بشارع الستين وحالة الغضب وسط التيار الإسلامي وتجاوز كل الخلافات التي تراكمت في صدور الإسلاميين بسبب السلطة وفتنتها وقد شهدت الايام الاخيرة توافق تيار محمد علي الجزولي بصرامته وصداميته مع الحركة الإسلامية بوسطيتها واعتدالها والجزولي من أمضى سنوات طويلة في سجون الإنقاذ بسبب مواقفه الأصولية ولكن الآن أصبح في مقدمة قيادة التيار الإسلامي العريض وهو يردد قول الشاعر
إذا احتربت يوما وسألت دمائها
تزكرت القربى ففاضت دموعها
ووقف دبشير آدم رحمة القيادي البارز في المؤتمر الشعبي مبكرا هاشا بعصاه وهو يهتف كأنه ابن العشرين وجاء عمار السجاد الذي تغلغلت في روحه جينات الراحل حسن الترابي الفكرية و الحركيه وإذا يتنقل بين الصفوف كالوردة بين الأزهار وتاج الدين بانقا وعمر مصطفى وعشرات القيادات من المؤتمر الشعبي الذي لم يصغي لدعوات التخزيل التي بثها كمال عمر في الفضاء مناديا بمقاطعة مواكب العزة والكرامة التي جابت شوارع المنشية
مادفع شباب الإسلاميين للخروج بتلك الكثافة وقد أثبتوا امس انهم من يملكون مفاتيح الشارع بوقود من الشباب لايحرق ايطار سيارة ولا يعتدي على شرطي ولا ينهب متجرا ولا يكسر ولا يهدم ولا يضع الحواجز والمتاريس في الشارع العام كأنهم متظاهرين في دولة أوروبية وليس دولة مثل السودان يدعو فيها المثقفين المدعويين بالعضويين أمثال حيدر إبراهيم لهدم كل السودان الحالي قيما وقوانين وخدمة مدنية ومؤسسات عسكرية ومن ثم إعادة البناء مرة أخرى وذلك ماسعت إليه الوثيقة الأمريكية للدستور الانتقالي
جيل يهتف بقلبه:
مما لفت نظر المراقبين لتظاهرة الكرامه أن شيوخا لامست أعمارهم التسعين خرجوا يتوكاون على أكتاف احفادهم للمشاركة كما فعل البروفيسور إبراهيم أحمد عمر الذي اتكأ على ساعد ابنته وصعد لمنصة الخطابة من أجل هتاف ردده شباب التيار الإسلامي ايام عنفوان الجهاد في جنوب السودان وبعث فولكر ودستور واشنطون من جديد هتاف (خيبر خيبر يايهود جيش محمد بدأ يعود) وأمريكا الان تسعى لارغام التيار الإسلامي العريض في السودان لشحن بطاريات المواجهات من جديد بعد أن هادنها هذا التيار طويلا ولكن أمريكا لاتتعلم من تجاربها
شاهدنا محمد أحمد الفضل الشهير بدغشم يلبي دعوة غندور الذي جعله السجن من حيث أراد خصومه قهره أكثر شراسة في مواجهة طغيان الغرب ووكلاء الداخل من أحزاب
ماالذي دفع أمثال ود الفضل وبدرالدين طه وربيع حسن أحمد الذي كان فتى قارع عسكر نوفمبر حتى جاءت أكتوبر واليوم يخرج ربيع بعنفوان الشيوخ لمقارعة عسكر قحت
لم يهاجم الإسلاميين في منصاتهم حميدتي ولا البرهان ولم يوجهون الاتهام لعسكر السلطة رغم ما نالهم منهم سجونا واعتقالات وتعسفا والسنة حداد ازاقتهم الكثير وخاصة من حميدتي ولكن لم يرد عليه أحدا لا ضعفا ولا خوفا ولكن تساميا فوق الصغائر
ولنا عودة