مرت أمس على معسكرنا بمنطقة دميك غرب كادقلي حيث نقيم هناك منذ يوليو الماضي عشرات اللواري محملة بعفش المواطنين الهاربين من جحيم الحرب في لقاوة الباحثين عن الاحضان الدافئة والأمن والأمان بعد أن فقدوا كل شي في لقاوة الكانت حلاوة والتي شهدت مواجهات قبيلة بين المسيرية من جهة والداجو والنوبة من جهة أخرى وتدخلت الحركة الشعبية من جهة وقوات الدعم السريع مع جهة أخرى لك ناصر مايليه حتى قضت نيران الحرب على لقاوة وإحالتها إلى رماد وما الهاربين من جحيم الحرب الا صورة لماساة هذا الوطن الذي يتمزق وأهله عنه غافلون بالصراع حول السلطة
غرقت لقاوة في دموع الدم وانتهكت الأرض ونهبت المتاجر التي يملكها أهالي لأناقة لهم ولا جملا في حرب داحس بجبال النوبة وقد وقفت القوات النظامية متفرجة على الأرواح تذهق والممتلكات تنهب والبيوت تستباح في رابعة النهار بدعوى أن مايحدث صراع قبلي لاشان للجيش ولا القوات النظامية التي أصبحت تتابع أحداث القتل مثل الجمهور الذي يجلس على مدرجات ملعب الدرغاو في العاصمة البرتقالية لشبونه لمباراة تقام بين فريق اسباني واخر إيطالي
كيف لقوات نظامية تمارس مثل هذا الحياد السلبي والمواطنين يقتلون بسلاح بعضهم البعض والأموال تنهب وقذائف الهاون تتساقط على رؤوس الأبرياء حتى غدت لقاوة رمادا تزره الرياح والسلطة في الخرطوم تمارس الهروب من أمام المشكلات وغدا حينما تفتح القوى الدولية ملف لقاوة وتذهب ملفات انتهاكات حقوق الإنسان إلى قصر الأمم في جنيف تبدأ حكومتنا الرشيدة في البكاء الذي يعقبه الإنكار ثم الخنوع والخضوع
حتى الآن لايعرف عدد ضحايا النزاع في لقاوة ولم تقدم جهة موثوق بها إحصائية عن عدد القتلى والجرحى والمصابين ولم تتبرع جهة حكومية بتغبير أقدامها بزيارة لقاوة لمشاهدت رماد المدينه وبقايا الأحياء السكنية التي دمرتها آلة الحرب
الحكومة المركزية التي تحكم الخرطوم فقط لاترغب في رؤية حصاد فشلها وحصاد ضعفها وهوانها ولكن حكومة الخرطوم حاضره وقوية وفاعلة في أبواق الإعلام فقط
السودان ينحدر بسرعة كبيرة نحو التمزق والتلاشي ولكنكم لاتشعرون