الرئيسية » المقالات » بلا ضفاف[كمال علي]: محمد الطيب الشيخ… لهفي على عطر الصبا الأنسكب

بلا ضفاف[كمال علي]: محمد الطيب الشيخ… لهفي على عطر الصبا الأنسكب

كمال علي عمود بلا ضفاف2

ويمضي الوديع الرقيق المتسربل بحرير ميعة الصبا ليلحق حثيثا بركب الأعزاء والاحباب الراحلين الذين توجهت مواكب وقوافل رحيلهم المفجع بهوادج نورانية صوب أعالي الجنان والفردوس بإذن واحد أحد وفيهم الأغلى والاعز والمرجو عند والديه وشقيقته وأهله واحبابه واصدقائه وزملائه وجيرانه (محمد الطيب الشيخ إبراهيم سالم) والذي غيبه الموت الذي لا مفر منه في ثاني أيام الفداء أثر صعقة كهربائية مباغتة اودت به إلى دار الخلود وحلق عاليا… عاليا مخلفا شهيق الحسرة والاسف المقيم.
لهفي على الابن الحبيب نسل الحبيب وهو يفوت وهو يموت في أوان الورد والتفتح والانطلاق نحو المعالي والاعالي مستصحبا قيم ومعاني بر الوالدين ورد الجميل وتماسك الأسرة في زمان صعب المراس وشحيح العطاء فنهض الفتى بكل العنفوان يكد ويجد ليكون في الموعد عند أسرة وأهل كان عندهم مرجوا ومحمودا يحمل جينات الوفاء متوارثة ومتوافرة.
كانت الاماني عنده كبيرة… والطموح لديه رفيق.. وكان (محمد) مقبل على الحياة والحياة مقبلة عليه.. وسعي نحو غايته السامية غير هياب ولا متوان يرنو نحو الشمس ليحلق في الآفاق ويحقق الاماني ويلبي التطلعات والأمال المرجوة لكن ارادة رب العرش والأكوان كانت غالبة والمشيئة سارت الي مستقر لها وكان الرحيل المر المباغت ولكن العزاء ان تلك المشيئة الغالبه قادته الي أكرم جوار ورحل مبكيا عليه من اهل الفانية لكن عند ربه المستقر وحسن الماب.
برغم المصاب الجلل والفقد الفادح والغياب المر لريحانة فؤاد أسرته ووالده اخونا الكبير الطيب (اسما على مسمى) وأمه الثكلي اختنا نعمات الخليل التي تنوح على ضفاف العمر مفتقدة فلذة الكبد واعز الناس وشقيقته الوحيدة (اشراقة) تكابد مر فراق شقيق وحيد هو الملاذ والمرتجي والمفخرة بعد رب العالمين وبرغم الرغم لكن لا يبقى الا التسليم بمشيئة الخالق الذي اعطي والذي خلق والذي اخذ ولا نقول إلا مايرضي الله… انا لله وانا
اليه راجعون.
الابن الحبيب محمد الطيب الشيخ كان قدره ومسطوره ان يغادر في ميقات رحيله ويرحل ويبقى قيد الاحباء والاعزاء والاحباء الذين خلف رحيلهم جراح تضاف الي الجراح التي لم تندمل بعد وصحت الان بعد رحيله وكنا نحسبها غافية لكنها غاشية وقد اتانا حديث الغاشية بفقد الأعزاء ورحيل الذين نحبهم ونسأل الله السلامة من حديث الغاشية الأكبر.
ابننا الحبيب (محمد الطيب) الطيب الطبع والسلوك نستودعك الذي لا تضيع وادئعه… ونحسبك الان في حسب ظننا برب العالمين انك في مقعد صدق عند مليك مقتدر توفي أجرك مع الصالحين ورفيقهم وأكرم بهم من رفقاء صالحين.
الف رحمة ونور على مرقده… وسلام على عنفوان الصبا الأنسكب (محمد الطيب الشيخ) في الخالدين.
الحمد لله له الدوام… والبقاء له وحده.