هذا الشعب السوداني صانع الأمجاد والبطولات والتاريخ الوطني العريض الحافل بالأمجاد والبطولات لا يستحق والله ما يحدث له في هذا الزمان الاغبر ولا يستاهل ان تحدق به هذه الأزمات وتلك المخاطر.
لكنها إرادة الله الغالبة ومشيته الماضية والشعوب العظيمة تبتلى دايما بالابتلاءات الأعظم لتجاهد وتناضل وتكافح بغية التغيير الي الأفضل والأمثل والاصلح.
عاني الشعب السوداني ماعاني ومنذ عهود غابرة وإصابة الظلم والعسف والرهق والعنت… لكن عزمه لم يصبه الوهن وإيمانه بربه ووطنه لم يتزعزع وتتواصل مسيرة مجلداته ونضالته في صبر وعنفوان وطنية رافضا ومجابها كل أشكال الظلم والتركيع ويقدم التضحيات الجسام ويبذل الأغلى والنفيس من أجل الحرية والعيش الكريم… ويمضي نحو غاياته السامية غير هياب ولا متوان.
الان ومنذ أمد يحتدم الصراع وتتبدد المكتسبات والقدرات والمقدرات ويتفرق اهل السودان ايدي سبأ يتمرغون في المهاجر والمنافي العصية بحثا عن رزق وعيش وأمن وأمان افتقدوه في وطنهم الذي افتدوه بالمهج.
يشتد اوار الصراع وتصرع المواجهات الحادة ضحايا من الشباب الثائر وتراق دماء طاهرة على قارعة الطريق ولا تفرق الطلقة او علبة البمبان بين طفل وشاب وشيخ ورجل وامرأة… المواجهات تعصف بالناس وأمنهم وأمانهم… مطالب لا سقف لها وحراك عنيف لا يهدأ اواره وتضيق الحلقة على البلد ويدب الاعياء في جسدها المنهك اصلا من ضربات الأزمات ومعاول الهدم…. فاين المفر..؟؟
كلما تقوم مبادرة محلية او داخلية تواجه بالتعنت والعناد ويخبو بريق الأمل وتتبدد جهود المصالحة وتضيع معالم الطريق… شد وجذب بين الجيش والساسة
والسيد حمدوك تتجاذبه الضغوط من كل حدب وصوب… حمدوك مضغوط من الشريك ومن الحاضنة حتى أصابه الدوار وهو الوطني المخلص الذي قدم الي بلده بعد غياب تلبية لنداء الوطن فنال الإعجاب والإجماع والدعم والقبول…. لكن الضغط مستمر وكثيف وناله ما ناله من الرهق والتعب لكنه لم يفقد الأمل في العبور والنصر ولم يسلم الراية
او يقول لا استطيع ان اكمل فالواجب ان نقابل صبره هذا وجهده ذاك بالتقدير والعرفان والدعم والمسانده.
وحينما يصمت صوت العقل ويعلو صوت البندقية يأتي دور العقلاء والحكماء والكبار… ويستشعر حمدوك عظم المسؤولية في ذلك المنعطف الخطير وبتوافق مع الشريك حقنا الدماء وتوفير لفرص أخرى تدفع بالحراك الي الأمام وفق منظومة الأمل سعيا نحو التغيير الذي يقود الي مدنية هي مطلب الشعب بالإجماع.
فلماذا هذا الغلو من قبل البعض واتهام السيد حمدوك بخيانة مواثيق الحاضنة التي لا ترى ما يراه… لماذا لا تسمو هذه القوى فوق الجراح وتنظر الي الأمر بأنه مخرج آمن يجب أن يحرس بالدستور والقانون ونبض الشعب
ونأمل الا نغالي اكثر من ذلك وتستجيب للنداء ونجير تلك الطاقات الايجابية نحو الحقول والبيادر والبنادر نبني ونعمر وننتج والله المعين وعليه نتوكل.
البلاد الان في امس الحاجة لكل طاقات أبنائها حتى تنهض من كبوتها ويقيل الله عثرتها وترقي الي حيث المراقي التي تليق بها… ولا بد أن ننزل لقاء الرهان.. حمدوك في منازل الوعي الوطني القاصد لخير بلدنا وحقنا للدماء وتحفيزا للإنتاج وتساميا فوق الجراح.
شكرا برهان… شكرا حمدوك… شكرا حميدتي.. شكرا عبد الرحيم حمدا…. شكرا جميلا لكل الذين جعلوا هذا ممكنا… ونسأل الله أن يحمي البلاد والعباد ويجنب السودان وأهله الفتن والشرور. قادر ياكريم.
ونعود.