الرئيسية » المقالات » بلا ضفاف[كمال علي]:سلام على أستاذ الأساتذة (على الهماك) في الخالدين

بلا ضفاف[كمال علي]:سلام على أستاذ الأساتذة (على الهماك) في الخالدين

كمال علي عمود بلا ضفاف2

وينطفي ضوء آخر في تلك الأيام العصيبات رغم ان بريقه لا يخبو ويبقى الضياء الساطع والبريق جليل أعمال ومنهج وذرية صالحة وذكري عطره… يرحل استاذ الأساتذة الذين أفاضوا على الدنيا نور المعارف والعلوم الأستاذ الجليل التقي الورع (على بشير الهماك) أحد أنبل معلمي بلادنا الذين ارتشف من نبعهم الصافي الأساتذة والتلاميذ فقد كان الراحل معلما وهاديا ومنهجا تربويا قائما بذاته وتجلي ذلك برهانا ساطعا في ذريته الصالحة وتلاميذه الكثر المتميزين المتفردين بفضل ما نالوا من علومه وخبراته المتراكمة.
كان الأستاذ علي الهماك من جيل الأساتذة الذين عمروا الدنيا بكثير العلم والمعرفة والأسلوب المتميز في طريقة توصيل العلم والمعلومة فهو من فلذات كبد بخت الرضا.. نهل من معينها الذي لا ينضب وضيائها الذي غمر الكون نورا ومعرفة وترك الأثر الطيب والعلم النافع حيث ما عمل في داخل السودان وخارجه وجاب جل ارجاء الوطن الحبيب ينثر العلم ومكارم الأخلاق ويحض على صالح العمل وعلم تلاميذه محبة العلم والوطن والوطنية والتسامي وتقدير المسؤولية حتى يرقي وطنهم الي حيث المراقي التي تليق به وبشعبه.
كان الراحل المقيم استاذنا على الهماك نموذجا للمعلم الذي يعرف عمق وجلال رسالته ويعي ابعاد دوره كقائد النهضة والتنوير وأنفق انضر واعز ايام العمر الجميل معلما وهاديا مستصحبا قيم الحق والخير والجمال يبذلها في حنايا تلاميذه مبشرا بمستقبل زاهر لوطن جميل تطوي الضلوع على محبته … وتوج جهد الرجل الشفيف ومثابرته وتفانيه بتقلده نوط السلم التعليمي الرفيع… فيا لذاك الرجل المربى الفاضل الشاهق الزاهد العفيف ساطع الضياء المعرفي عميق البعد الإنساني والنوراني.
سعدنا أيما سعادة وازددنا شرفا والقا ان كان بين ظهرانينا في دويم العلم والنور أستاذا بقامة الأستاذ علي الهماك الرقم التربوي الذي لا يمكن تخطيه وأثره الطيب اللافت الأخاذ الباقي عبقه عبر السنين مبينا ان رساليا مر من مدينة العلم والنور ذات زمان طيب جميل نلنا منه بوارق المعرفة وشرافة الجدل الرفيع.
وامثال أستاذ الأجيال على الهماك يحتم الإنصاف ان نزجي لهم ولاسرهم أسمى آيات التقدير والعرفان… وحتما يبقون ماكثون في عمق الذاكرة الحية للوطن وتاريخه العريض….فهم الكنوز والمنهج والإرث التربوي الخالد عبر الأزمان والعصفور.
ويبقى الأستاذ علي الهماك شامة وقامة وعلامة في مسيرة التربية والتعليم القاصدة الي المعالي ويبقى رحيله المر المباغت حسرة وغصة في الحلق.. وبرغم الفقد الفادح والمصاب الجلل فلا نقول الا مايرضي الله… انا لله وانا اليه راجعون له الدوام والبقاء له وحده تبارك وتعالى.
أحر التعازي الي كل اهله في النوراب و سنار والدويم وكوستي وسلطنة عمان والسعودية والكويت وكل دول المهجر وفي كل مكان والي قبيلة المعلمين وتعازينا الحارة الي رفيقة مشوار الحياة وشريكة مسيرة الرهق والعنت وعنفوان تربية وتنشئة الذرية الصالحة الأستاذة المتمكنة من أدوات عملها بكل المهارة والجدارة(سميرة حامد الكلس) والتي أعطت في مجال التدريس علومها وخبراتها بكل الوطنية والمسؤولية والثبات… وخالص التعازي والمواساة الي الذرية التي تشرف وهي ترقى الي العلا بكل النضج المعرفي تلك الذرية التي نالت احترام وتقدير الآخرين بفضل الله وبفضل حسن خلقهم كيف لا وتحت يدي الهماك وسميرة تربت وكبرت وتفوقت وعلى عينيهما صنعت (ولتصنع على عيني)…. (عبد العليم وعبد الحليم ودكتوره ايمان وثويبة وألاء) خيار من خيار… ولكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد (من الجنسين) ماشاء الله.. تبارك الله… وموصولة التعازي الحارة الي كل الاهل والاصهار ومولانا (مصطفى عبد الرحمن قرجة ) الأخ المحترم الذي يشرف نسبه اي أسرة لتواضعه وتهذيبه وادبه الجم ولا نقصم ظهره والرجل يستحق ، والتعازي للشهم النبيل الباشمهندس (ياسر الناير محمد ) . كل ذلك العزاء والشكر والعرفان من أسرة الفقيد الي زملائه و تلاميذه وجيرانه وكل من شارك في العزاء والتشييع سواء بالحضور او الاتصال.
الف رحمة ونور على مرقده… ونحسبه الان في مقعد صدق عند مليك مقتدر وفي جنات ونهر.. يوفي أجره مع الصالحين الذين نحسب انه يشبههم ويشبهونه…
الحمد لله… وسلام على استاذ الأساتذة والاجيال (على بشير الهماك) في الخالدين.