ويظل تاريخ الشرطة السودانية بكل عنفوان بهائه وعطائه نموذجا يحتذى في البذل والعطاء والفداء.. َوتظل مجاهداتها ونضالها من أجل بسط الأمن والطمأنينة والحفاظ على مكتسبات الأمة ومن اجل أن تسود قيم الخير والحق والجمال علامة فارقة في تاريخ بلادنا.
وقد مرت شرطة السودان بمراحل نالها فيها مانالها من الرهق والعنت والابتلاءات والمواجهات ولكنها ظلت صامدة كالطود الشامخ تؤدي واجبها بكل الثبات والعنفوان والوطنية والمسؤولية وتسعى قيادتها دوما للتحديث والتطوير والمواظبة وبسط روح الانضباط ومواكبة كل متغيرات العصر برغم كل المعوقات والصعوبات.
سعد الناس في بلادنا ان تولي قيادة الشرطة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخها ووسط هذا الحراك والتحديات رجل من صلبها ورحمها تربى بادبها ونال من علومها وخبراتها كنوز المعرفة وشرافة الجدل الرفيع… الفريق اول شرطه (عنان حامد محمد عمر) والذي أثلج قرار اختياره قائدا صدور كل منسوبي الشرطة لما يعرفونه من جدارة الرجل بالموقع وهو العارف لأبعاد دوره وابعاد دور الشرطة والتي لها في خدمة الشعب عرق ويد سلفت… ونال شرف يستحقه بفضل الله عليه وبكده وجهده ومثابرته وحرصه على أداء مهامه بكل الانضباط والاحترافية.
يجمع كل من عرف الرجل بأنه المناسب في المكان المناسب لما يتمتع به من كل مؤهلات واشتراطات الموقع علاوة على تأهيل عالي وانضباط وسلوك قويم فوق مستوى الشبهات وهذا ديدن القادة العظام الذين يصنعون التاريخ ويضعون البصمة ويتركون الأثر الطيب والعمل النافع الذي يبقى خدمة للمواطنين.
عمل الرجل الهمام وطوال سنين خدمته في سلك الشرطة وبكل التفاني والاخلاص في معظم ربوع بلادنا الحبيبة وتقلب في معظم إداراتها مقدما النموذج الحي في البذل والعطاء ويمضي نحو غاياته السامية غير هياب حتى ترقى الشرطة وبلاده الي حيث المراقي التي تليق.
كنا شهودا على حراك الرجل فقد قادتنا الخطى الي مجمع خدمات الجمهور بمواقع السجل المدني وكذلك موقع خدمات الجمهور بالبينية في الخرطوم وشهدنا أثر الرجل في رفع همة العاملين وشحذها حتى تؤدي المهام المنوطة بها تجاه خدمة طالبي الخدمة ويتم ذلك في مهنية ووطنية وانضباط عالي ومسؤولية لافته نالت الاحترام والثناء والتقدير.
كان استخراج جواز السفر والأوراق الثبوتية ومنذ فترة طويلة هما ومشكلة وعناءا مرهقا حتى ضج الناس وتعطلت المصالح لكن همة الفريق عنان وخبراته المتراكمة وإيمانه بواجبه وثقته التي بسطها علي العاملين مكنت من فك الاختناق وانسياب العمل في حيوية خدمة للمواطنين الأمر الذي يسر أمورهم ولبى تطلعاتهم وطموحهم الي خدمة مشرفة من قبل الشرطة.
قوات الشرطة الان في معنويات عاليه وعلى اهبة الاستعداد في أعلى مستوياته ودرجاته وفي كافة إدارتها للقيام بالواجب على الوجه الاكمل الذي يرضى التطلعات والطموحات والمتوقع اكثر وانضر في ظل القيادة الحكيمة لهذا القائد الجدير بالاحترام.
وفي ظل الاحتجاجات القائمة الان من قبل الشعب طلبا للحقوق تظل الشرطة أمام التحدي الماثل الذي يتطلب منها الحكمة ورباطة الجأش ونتوقع منها ان تتسامي فوق الجراح احتمالا لمايصيبها من غضب المحتجين والثائرين على الأسى اليقظان فالكل أبناء الوطن الواحد شعبا وشرطة والهدف واحد والغاية واحدة وان تعددت الوسايل ولكن يبقى الوطن في حدقات العيون برغم الاحتجاج والاحتكاك والاحتدام والصدام المفضي الي ما لا تحمد عقباه.
التعاون وفهم مطالب الاخر والتسامي فوق الجراح والاحن يبقى هو المطلب والمرتجي والمراد وهو الذي ينقل الناس الي دولة القانون والمؤسسات وبناء الوطن.. فلا مكاسب لبلد تضيع فيه هيبة القانون والشرطة من رحم الشعب حامية له ومحافظة على أمنه وحقه في العيش الكريم وله في ذلك الباع الطويل عبر تاريخها العريض الحافل بالإنجازات واجبها ان تكون مع الشعب صونا لارضه وعرضه وأمنه ومكتسباته.
الإنصاف يحتم ان نحي الفريق اول (عنان) وكل قيادة الشرطة ومنسوبيها في كافة إدارتها ووحداتها واقسامها من الضباط وضباط الصف والجنود ونأمل في تعاون وثيق بينها وبين المواطن حتى تتحقق الأهداف والمطلوبات وينعم الناس في بلادي بالامن والأمان والسكينة والطمأنينة والرخاء.
ويبقى الاحترام مقيما لشرطة بلادنا.
بوركتم.