الرئيسية » المقالات » بالواضح [فتح الرحمن النحاس]: مصالحة أم مجاعة سياسية..الإسلاميون لا يشترون الكساد!!

بالواضح [فتح الرحمن النحاس]: مصالحة أم مجاعة سياسية..الإسلاميون لا يشترون الكساد!!

-النحاس

قلنا من قبل أن من شاركوا في هندسة التغيير من (عناصر الظلام) في النظام السابق، وخاصة (قوش) كبير السحرة، سقطوا في (فخ الغباء)، فقد كنا نظن أن تلك البنايات المعمارية (الأنيقة) وتلكم العلامات العسكرية التي تزين الكتوف وتلمع في الظلام، تخفي خلفها (أساطين) في قيادة الدولة، حتى جاء التغيير ليكتشفوا هم قبل غيرهم أنهم كانوا يفتقرون (للذكاء) وأنهم أقل من (قامة) وطنهم وشعبهم.
وأن السلطة ليست (نزهة) أو مجرد مكاتب ومخصصات ومال وإعلام كذوب…ولما لم يكن في بالهم يومذاك مايكسر ظهورهم الآن، فهاهم اليوم يبحثون عن (ضوء خافت) في آخر نفق موحش مظلم…ثم مرة أخري يصبحون عرضة لإختبار غباءهم، حينما ترتفع أصواتهم بما يسمى (بالمصالحة)، ويشيرون بأصابعهم همساً وجهراً علي (الإسلاميين)، ذلك الفصيل الوطني الذي طالما تباهوا كثيراً بالقضاء التام عليه..!!
أقل الناس ذكاء، قادر علي أن يفهم بأن هذا العرض التصالحي، يمثل (طبيخاً أجنبياً فاسداً) تم إعداده خصيصاً لإنعاش موات الفترة الإنتقالية وإخراجها من لجة (الفشل الماحق)، وهل يظن هؤلاء المساكين، أن الإسلاميين أغبياء حتى يقبلوا بمصالحة يشارك وزير العدل عبد الباري في وضع أسسها..؟!
منذ متى كان (الذئب) مأموناً علي الغنم..؟! مامعني الهتاف بمصالحة مع حكم (يقتل) بدم بارد كل شئ جميل في هذا البلد..؟! وماهي تلك المصالحة التي تبنى علي عدالة (مذبوحة) وظلم (أسود) ومعتقلات (مفتوحة) وحقوق مسروقة..؟!
وكيف يمكن لمصالحة أن تتم في ظل (تشريد الكفاءات) وحبس قيادات إسلامية في السجون والتلويح ضدهم (بكرت الجنائية)، مع إعتراف معلن بأن هناك (إتفاق) بين شركاء الحكم علي تسليمهم..؟! ثم ماهي هذه المصالحة المرهونة بأخذ (الإذن) من أطراف خارجية تدير الشأن السوداني عبر وكلاء في الداخل..؟! تري هل وافق الكفيل ووضع (شروطه) ومن ثم يحق للوكلاء الإعلان أو تمني هذه المصالحة السفاح..؟!*
هذه المصالحة تبدو مثل (مجاعة سياسية) ضربت الحكم القائم ويريد أن يخفف من وطأتها، ثم ترقيع (هزاله) بفيتامينات أكثر فاعلية قد تتوفر عند الإسلاميين.. وهنا أيضاً يتجلى غباء من يديرون دفة الحكم، حينما يظنون أن الإسلاميين تهمهم فقط (كراسي السلطة) أو أي شراكة في الحكم..ولهذا يمكن أن يرمى لهم (بفتات) منها، وبعدها تستريح قحت من أوجاع فشلها ثم تعلقه علي رقاب القادمين الجدد..!!
قد لايعلم الحالمون بالمصالحة في طرف الحكم القائم أن (هم) الإسلاميين الأول، هو دين الأمة وحقوق شعبهم المنهك بالفقر والجوع والمرض وضياع المستقبل وزحف المؤامرات الخارجية ومخاطرها علي السيادة الوطنية، ثم الحرية والعدالة والسلام في معناها الحقيقي، فهل ياترى فكر دعاة المصالحة في هذا قبل أن يعرضوا بضاعتهم المزجاة..؟!
سنكتب ونكتب…!!!