*طارت مريم الصادق فرحاً وهي تنقل لمدعي الجنائية أو (الجنائزية) الدولية قرار حكومتها بتسليم المطلوبين للمحكمة من قيادات النظام السابق، وفات عليها وهي مسرعة (بالقرار البائس) أنها أضافت لوزارتها المزيد من (الركاكة والمسكنة)، وباعدت بينها وبين أدوارها الرائدة في الأداء (الدبلوماسي الرفيع) الذي جُبل علي (صون) سيادة الوطن وشعبه، و(علو شأن) الإرادة السياسية والقانونية واستقلال القضاء ونزاهته، و(حرمة) الخيارات الذاتية ، والتفاخر بالرصيد التأريخي المعطون في حرية الشعب ومواقفه التي لاتقبل المساومة، فكان الأجدر بها وهي حفيدة (الإمام المهدي)، أن تراعي وتحمي هذه القيم (الوطنية والدينية) وأن تقتفي أثرها بدلاً عن (التأسي) بأدبيات اليسار المعطوب..فكم كانت الوزيرة في حاجة ماسة لمن ينصحها بأن (تبشيرها) بتسليم المطلوبين لن يكسبها شرفاً ولا بطولة، و(لافتحاً عبقرياً) للدبلوماسية في عهدها (المُقعد) ولن يحسن من مظهر أدائها الذي يشوبه الضعف والفشل، والتجاوزات الإدارية خلال الفترة الماضية، إلا مايعرف عنها من مجرد (أسفار) خارجية متتابعة رجعت منها جميعها بحقائب فارغة من أي إنجاز ومحتوي يستحقان ولو ذرة من الحفاوة والإستقبال بالزغاريد..!!
ومحزن ومثير للشفقة تجاه هؤلاء السياسيين من أبناء وبنات السودان الذين جعلوا من هذه المحكمة اللقيطة، مرتعاً (للعار الوطني)، يتبارون عليه ويتسابقون بالتزلف والسقوط الأخلاقي في حضرة (الكفيل الأجنبي)، مع منحه الحق ليحاكم أبناء وطنهم خارج وطنهم، رغم أنف القضاء السوداني بكل إرثه من (النزاهة والكفاءة) وغصباً عن تأريخه العريق وحيويته المشهود لها…ثم لايتذكر هؤلاء الغارقون في (غربتهم) عن الذات والوطنية، أن هذه الجنائية لاتعني غير (إستعراض زائف) لعدالة (ميتة) تلوح فقط (بعظامها النخرة) ضد الدول المحتقرة لديها، فأين هي من (جرائم إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني، والمذابح التي طالت شعب (الروهنقيا المسلم) وجرائم القتل (الرخيص) في بلدان أخري..؟! كيف نفهم أن (تدوس) أمريكا بالحذاء علي الجنائية و(تحرًم) محاكمتها لأي مواطن أمريكي، وفي ذات الوقت تحث حكومتنا الهزيلة لتسليم مطلوبين سودانيين..؟!
*إن كانت حكومة حمدوك استحلت لنفسها أن ترتكب هذا (العار الوطني)، فإن الأمل يحدونا أن نذكر قيادات الجيش في السيادي وغيره، أن (ينأوا) بأنفسهم عن هذا العار وألا يقعوا في فخ (إهانة) جيش السودان، وأن يكونوا في مقام مسؤولياتهم التأريخية والوطنية والدينية، ويسارعوا لمنع وإيقاف هذا (العبث) بسيادة وكرامة وإرادة شعبنا، وأن يكونوا في صلابة وعزة الدول التي رفضت التعامل مع هذه المحكمة (التالفة البغيضة)…فإما أن تكونوا أيها السادة أولا تكونوا… ألا هل بلغنا اللهم فاشهد..!!
سنكتب ونكتب…!!!