مع بداية حرب عاصفة الصحراء التي شنتها أمريكا وحلفاؤها ضد العراق بعد غزوه الكويت عام 1991،تدفقت نحو بغداد مجموعات كبيرة من (المجاهدين)، من مختلف البلدان الإسلامية والعربية، هبوا لنصرة عراق صدام حسين، وفي جانب آخر دعا زعيم (تنظيم القاعدة) أسامة بن لادن وأتباعه (للقتال) إلى جانب العراق.
وفي الداخل ولأول مرة يكتب على علم العراق (الله أكبر)، مع اتخاذ إجراءات (تمنع) شرب الخمر أثناء ساعات النهار و(تحريمها) تماماً يوم الجمعة، وتم إدخال مادة التربية الإسلامية في المدارس..أما خطابات صدام حسين فكانت تضج بالنفس (الإيماني ورجاءآت) النصر من الله.
وفي الخرطوم كان الإسلاميون يهتفون (يا صدام يا حبيب أضرب أضرب تل أبيب)… وحينها كنا هناك مجموعة من الصحفيين السودانيين لتغطية الحرب، وعايشنا ذلك (الجو الإيماني) الذي غطي أرض العراق، وبدأت (عقيدة البعث) وكأنها في حالة عدم، أو (فص ملح) وذاب… فقد حلت (ساعة الجد)، واقترب الموت من كل مكان، فعرف الجميع معني (القرب) من الله والاحتماء به..!!
ما عايشناه حينذاك بالسمع والبصر وبقية الحواس، وعظيم الألم، يكفي جداً ليفهم كل عضو في هذا (الحزب العربي) أنه لا حياة ولا قيمة للأمة العربية من غير (الإسلام)، فقد كان (الملاذ الآمن) للعراق عند أحلك الأوقات عندما كان وحده يواجه (أضخم وأعتي) آلة عسكرية عالمية تجمعت حولها (34) دولة بينهم عرب ومسلمين، وعندما وقف العرب يتفرجون على (مأساته) تماما كما ظلوا يتفرجون على فلسطين من غزة إلى رام الله.
وكنا نظن أن الحزب العروبي قد استوعب الدرس… وما كنا نظن أن مابقي منه من أبناء السودان، يعملون علي (فش غبينتهم) ضد أمريكا وحلفائها عبر شراكة (مخزية) مع آخرين تهدف لخراب وطنهم السودان، الذي رفض قادته أن يحاكم عراق صدام (بقضاة غربيين) اتفقوا على (دماره) وخلفوا وراءهم أطناناً من (الجثث) مجهولة الهوية ملقاة على الطرقات وتعود لأفراد من حزب البعث العراقي، ولولا (أريحية البشير) الذي أنقذ أبناء السودان من مخالب (المحرقة) الشيعية الأمريكية، لما كان اليوم وجدي صالح بيننا يرغي ويزبد ويتوعد الإسلاميين..!!
حزب البعث العراقي دفع (الثمن المر)، جراء سياسات (القمع والقتل) و مصادرة إرادة الشعب، وتهميش (دين الأمة)، ويبدو أن بعث السودان، يريد أن ينهل من ذات (النبع الدامي)…ومن هنا نحن نذكر قيادته بأن سنن الله في الكون ماضية والكأس دائرة.. فانتبهوا يا أولي الألباب وانفدوا بجلودكم، (فقارب النجاة) بين أياديكم بأن يقيموا (العدل) وتشيدوا سلطة القانون لإحقاق (الحق) في كل شئ، فإن فعلتم ذلك نجيتم وانقذتم حزبكم ووطنكم من النهايات الحزينة.. فمن منكم يسمع ويتعظ قبل فوات الأوان!!
سنكتب ونكتب…!!!