الرئيسية » المقالات » بالواضح [فتح الرحمن النحاس]: حولوا أقوال المنابر لأفعال..جاء وقت اختبار الصدق..!!

بالواضح [فتح الرحمن النحاس]: حولوا أقوال المنابر لأفعال..جاء وقت اختبار الصدق..!!

-النحاس

أطلق عدد من خطباء وأئمة المساجد، ينتمون لتيارات إسلامية مختلفة، حملات مكثفة خلال فترة النظام السابق، انتقدوا عبرها تطبيقات الشريعة الإسلامية ورصدوا ما قالوا عنها أنها أخطاء اشتملت عليها، وقد حظوا (بتفاعل) المواطنين واحتشدت بهم مساجدهم…ولكن رغم هذه الانتقادات المتكررة من جانبهم.
إلا أن كل مسلم حريص على دينه، كان يفهم أن هؤلاء الأئمة والدعاة، يرجون (الإصلاح) ليأتي تطبيق الشريعة (معافي) من الشوائب فالاختلاف هنا (رحمة) طالما هو لأجل الشريعة الإسلامية السمحة.
وكان انعقد لقاء في قاعة الصداقة بين الرئيس البشير ومجموعة من العلماء والدعاة، أبدوا خلالها (أشواقهم) صدر الإسلام الأول وسيرة الخلفاء الراشدين، وتمنوا لو أن التجربة السودانية (اقتفت) أثرهم، فأجابهم الرئيس البشير بقوله :(لقد بعُدت الشًُقة بين زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وبين زمننا الحاضر).
كأنما هو يعني أن عمر لن يكون هو عمر بن الخطاب ولا عمرو بن العزيز، وقد تغيرت الأحوال وتبدلت مع تقلبات الزمن واختلفت طبائع البشر، ولن يعود صدر الإسلام كما كان تحت إدارة خير وسيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما عادت طبيعة ممارسة الحكم هي ذاتها التي كانت..!!
وتمر السنوات ويسقط نظام الإنقاذ، فتنقض علينا (العلمانية) وأخواتها وتكشر (الماسونية) عن أنيابها السامة..ويصبح كل الوطن على (كف عفريت) هائج، وتطبق علينا ثقافات وسلوكيات الغرب (المدمرة)، وتفصل لها القوانين لتعيش بيننا وكأنها منا، وتهجم علينا سيداو (كبهار معطوب) يضاف مأساتنا الكبرى.
أما (استلاب) الشباب بالغناء والرقص والمجون والمخدرات، فيمشي على قدم وساق ويختلط الحابل بالنابل… وكل ذلك يصب في مجرى الحرب القذرة (الممنهجة) ضد الإسلام…وتنطلق سهامها المجنونة جهاراً نهاراً، وقيادة الدولة في شقيها العسكري والمدني (تتفرج وتسكت) وتهرب من تحمل (أمانتها) في حماية دين وقيم الأمة..
مايعني، كما قلنا من قبل، (شراكة) الطرفين في هذا (الخراب)، وهنا نكرر القول بأن (الذنب الأكبر) يقع على القيادة العسكرية في (خذلانها) لشعبها المسلم، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..!!
إذن مهما كانت أخطاء التجربة الإسلامية للنظام السابق ومهما كان حجم الغضب ضدها من قبل بعض التيارات الإسلامية، إلا أن ما يحدث اليوم من حرب ضد دين الله وقيم المجتمع، تتضاءل أمامها أخطاء التجربة السابقة.
وعليه فإن (حوبة الناقمين) على التجربة السابقة قد حان قطافها، فإن هم رفضوا ذاك وانتقدوا بكثافة التجربة الإسلامية للنظام السابق، فنحن نريد منهم أن (يواجهوا) الآن هذا الخطر الزاحف، بكل قوة، فقد أصبحوا أمام (امتحان المصداقية)، ليثبتوا أن ثورانها ذاك لنصرة الدين، يصبح اليوم (أكثر إلحاحاً)، وأن يصدقوا القول (بالعمل)..وألا تكون أقوال الأمس مجرد إحتجاج (موقوت) ذهب مع ذهاب النظام، (فالتحدي) اليوم أيها السادة أشد وأعظم، فتحركوا واعملوا قبل أن يغرق الجميع بطوفان العلمانية والماسونية..!!
سنكتب ونكتب…!!!