أفخم عالم فيزيائي سوداني هو البروفيسور محجوب عبيد الذي ناطح (العالمية)، لم يستفد منه البلد حتي رحيله عن الدنيا، والسبب فصله من العمل.. ورفيقه بروف عمر الأمين (العالم العبقري) في الطاقة الذرية، الذي تسابقت نحوه دول خارجية (رفض) عروضها واختار أن يعمل في وطنه السودان، هو الآخر رحل عن الدنيا ولم يستفد منه البلد والسبب أنه لم يجد من يقدر علمه ويوفر له (البيئة الصالحة) التي يعمل فيها.
ويحدثني أحدهم أن مأمون بحيري محافظ بنك السودان الأسبق، رحمه الله ذهب لمؤتمر في دولة إفريقية فكان أن (تدافع) حوله الكثيرون وأحاطوا به (إعجاباً) وأصابته الدهشة وسأل عن السبب فجاءته الإجابة من مسؤول أفريقي 🙁 هم يعرفون أنك قادم من السودان بلد الثروات المهولة والعقول المنتجة..!!)
أكثر من ٢٥٠ مليون فدان خصبة صالحة للزراعة، وأنهار (عذبة) وأراضي منبسطة وثروة حيوانية (بالملايين) وصمغ عربي وسمسم ومنتجات زراعية وبستانية أخري مهولة، وهي تمثل (رأس المال الطبيعي) الذي لن تتحقق الفائدة منه إن لم يتوفر له الكادر البشري أو (رأس المال البشري) من ذوي الإبداع والابتكار والمهارات، والسودان لا يعوزه رأس المال البشري. ولكن ولأن كل الأنظمة المتعاقبة تعاملت مع جاهلية إهدار الموارد البشرية
إذاً كان لابد أن نفشل في تحقيق (التنمية الكبرى)…وأن يظل رأس المال الطبيعي هكذا في (العراء) تبتلعه السنوات ويخفيه غبار (التجاهل والفرجة)، فإن كان أكثر (اللوم) قد انصب علي الأنظمة العسكرية في إهدار الموارد البشرية، فإن ما أتي به الحكم الحالي عبر (لجنة التنكيل) سيئة الذكر، لم يأت به الأوائل..!!
*طاحت اللجنة المنبوذة في الناس ظلماً وذبحاً للعدالة وتشريداً للكفاءات من خلال (أسوأ وأبغض) أشكال إهدار رأس المال البشري علاوة علي المصادرات وتعطيل جملة من المشاريع التنموية، ولو لا أن إرادة الله قد (دكت عرشها) وفرقت جمعها، لكانت جاهليتها (قضت) على الأخضر واليابس وأصابت الخدمة العامة (بعقم) الموارد البشرية ما لا يمكن أن يوجد له دواء يشفيه.
رغم كل ما اقترفته اللجنة (المقبورة) من ظلم وتشفي وأحقاد ورغم كل (السوء) الذي يطبع سيرتها المنتنة، ما يزال محمد الفكي يلوح بعصاها…فأني لك ذلك يا رجل فقد ولي زمانكم الأسود بلا رجعة بإذن الله..!!
سنكتب ونكتب…!!!