وزير الداخلية هو ذاته مدير عام الشرطة الذي توعد بالأمس القريب بملاحقة ما أسماهم (فلول) النظام السابق، وكان الرجل يشير إلي التظاهرات الجماهيرية التي تنادي بإقامة دولة (العدل) وإيفاء (حقوق المواطنة) لا أكثر ولا أقل…لكن لما كان وظل إستخدام النظام السابق (شماعة) سهلة التوظيف عند المواجهة مع كل من يتظاهر، فإن الفريق عزالدين لم يعدمها وقتذاك ورأي أن ينال حظه من توظيفها… واليوم قد يحتاج السيد الوزير أن يجيب على سؤال مهم… هل ياترى كانت (غضبة الشرطة) بالأمس صناعة من لدن الفلول..؟! إن كانت الإجابة بنعم، فهذا يعني أن الفلول داخل بيته الكبير وأن معركته ضدهم لاقيمة لها ولا ثمرة ترجى منها… لكن ربما أن (مسارعة) وجدي صالح (الفورية) لإثبات الإتهام القديم المتجدد، حينما وصف غضبة الشرطة بأنها خارجة من مجموع الضباط والجنود الفلول داخل الشرطة، تجيء مؤازرة للسيد الوزير …ونحن هنا لن نحرم وجدي صالح من إستخدام هذا (الكرت المحروق) لكننا في ذات الوقت يحق لنا أن نسأله.. أين كانت هذه (الهمة والشفقة) على جهاز الشرطة، حينما قال النشطاء (شفاتة جو بوليس جري… وناس الأمن أولاد الحرام..؟!)…لماذا لم تعمل سياط لجنة التفكيك في هؤلاء الذين أساءوا للأجهزة الأمنية..؟!
أما عضو السيادي محمد الفكي، فلم يكن حظه من (سفاسف) القول بأفضل من غيره، فقد ذهب الرجل أكثر حينما وصف غضبة الشرطة (بالتمرد) الذي يستحق العقاب… ألا يحق لأي فرد أن يصف موقفك هذا بأنه (فشل) في اداء وظيفتك التي تحتم عليك أولاً إنصاف الشرطة في مطالبها قبل أن تطلق هذا الوصف القبيح..؟! ألا يعد قولك هذا (تعضيداً) للعملاء الذين يسعون لتدمير الأجهزة الأمنية..؟! ثم أنظر حولك لتعرف من يوفر لك الحماية الأمنية، أليس هم هؤلاء الذين تصفهم بالمتمردين وتدعو لمعاقبتهم لأنهم ثاروا ضد أوضاعهم المزرية..؟!…لانطلب منك يا محمد غير أن ترتفع لمستوى موقف الفريق شمس الدين الكباشي الذي نطق بالحق ما لم تستطعه أنت..!!
غضبة الشرطة لها مبرراتها وها هم يحصدون (التعاطف الكاسح) من الشعب السوداني المجبول (بالوفاء) أجهزته الأمنية، ويعرف فضلها وتوفيرها الأمن له في كل مكان…ولو أن قيادة الدولة والشرطة لم تفهم الدرس بعد، فنقول لها أن كل الشعب (يتألم ويتحسر) على صمتكم وفرحتكم وأنتم تسمعون وتقرأون يومياً إساءات نشطاء قحت للجيش والشرطة وكل الأجهزة الأمنية… فهل بقي لهم من صبر..؟! وهل تكفيهم غضبتهم النبيلة اليوم..؟!
نعم لكل المطالب المشروعة والمستحقة للشرطة ونرفض أي إتهام لهم بالفلول أو التمرد، فطلب الحقوق مقبول فلا تدفنوا رؤوسكم في الرمال يامن وصلتم لقيادة الدولة والحكومة..!!
سنكتب ونكتب…!!!