كان قوش سيحظي بشئ من الصدق لو أنه (اعترف) صراحة بأن (دوره الخفي) في التغيير كان (إنتقاماً) من الرئيس البشير وقيادات في النظام السابق… لكن قوش لايعترف ويلجأ لصبغ موقفه (بحرص زائف) على البلد من أن تخطفه جيوش تقف على أسوار الخرطوم.
وهو بالضبط ماقاله لنا في مؤتمر صحفي عقده بمكتبه برئاسة جهاز الأمن والمخابرات قبيل التغيير، لكن الرجل قال كلاماً ينسف كل ترهاته اللاحقه :(لن نسمح بسقوط النظام لأن هنالك خمس جيوش تتربص بالبلاد..) كان ذلك الحديث هو التغطية لما كان يجري على يديه تحت السطح، فقد شطر قلبه علي (شطرين) واحد للنظام والثاني للتواصل مع المعارضة..فهو ذاته من كان يطمئن البشير والقيادة (بالسيطرة) على المظاهرات، وفي ذات الوقت كانت أصابعه تتحرك داخلها لإحداث التغيير..!!
ترهاته الحالية تفضح (تواضع ذكائه) وسقوطه في فخ جهات خارجية استخدمته (مادة خام) في صناعة التغيير، فإن كان يمتلك (القدرة والجاهزية) اللتان لا تسمحان بسقوط النظام، ما الذي يجعله يتخوف من (5 جيوش) تتربص بالوطن..؟! هل نسي أن الرجال الذين (صمدوا) في وجه حرب الجنوب والحروب الحدودية بالوكالة، كانوا حينذاك في تمام (عافيتهم) وما كان يعجزهم (دحر) هذه الجيوش الخمسة..؟!
كان سيكون دخولها الخرطوم أهون من هذا (الخراب الكبير) الماثل الآن الذي كنت أنت (كبير مهندسيه) وما كان سيأتي (أشد مرارة) من رهن السودان لأجندة خارجية… تري هل يدري قوش لحظة اعتراه شيطان الإنتقام، أن دين الأمة في خطر..؟! هل تذكر أن هناك أفواه جائعة تنتظر التهام السودان بلا رحمة..؟! هل فكر في (التشاور) مع قيادة الدولة إن كان بالفعل حريصاً على أمن وسيادة البلد..؟!
ربما لو تشاور لجاء التغيير أكثر (نفعاً) من أكذوبة ماسمي (بالهبوط الناعم)، وماهو بناعم بل (تلوث) بالخشونة و(المغامرة) بمستقبل الوطن، ليصبح لقمة سائغة في فم الماسونية والعلمانية، وعليه فإن خوف قوش يومذاك كان مجرد (زيف وخدعة) لتغطية سوء نواياه..!!
كل حسابات قوش ورهطه في ماسمي باللجنة الأمنية، كانت (مضروبة)، لكنهم مشوا بها وظنوا أن إزاحة البشير ونظامه، سيمثل لهم (بداية سعيدة) لزمن جديد، لكن كانت المفاجأة أنه تم (قلب الطاولة) عليهم لصالح أصحاب الأجندة الخارجية، فقد انتهت المهمة ياقوش وضحكوا عليكم فكان نصيبكم (حصاد الهشيم).
والآن ها أنت ومن معك فهمتم أن النظام السابق ومؤسساته التنظيمية والسياسية، كانوا أكثر ذكاء منكم بكثير… ليبقي أمامكم أيها السادة إيجاد مخرج لكم من هذه (الورطة التأريخية) التي فضحت مواقفكم أمام شعبكم، ثم لا تدرون ماذا أنتم قائلون لرب الكون يوم الحشر العظيم، فتلك هي (محنتكم) الكبري، خاصة وأنتم (شركاء) في هذا الهدم الممنهج للدين وقيم وسلوكيات المجتمع… وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم..!!
سنكتب ونكتب…!!!