*خطاب عبد الله حمدوك رئيس الحكومة الذي أتحف به مسامع الشعب أمس، لا يحتاج لكثير عناء حتى يفهم منه أنه مجرد استمرار (لدوران) في فراغ عريض لا يذهب بالرجل لأبعد من حدود (التمنيات الباهتة) التي اعتاد علي إطلاقها كلما تحدث للشعب (بخطاب) مذاع أو (تغريدة) مكتوبة.
ثم يكون نصيب ما يتفوه به أو يكتبه (التلاشي) سريعاً في الهواء مثل (فقاعات) الصابون التي يلهو بها الصغار… فتمنيات حمدوك التي تحوم حول ما يسمية بالتحول الديمقراطي السلس بالعبور والانتصار والتوافق الوطني، إلى آخر حلقة في السلسلة العرجاء.
تظل مصلوبة (بالفشل الحكومي) فالتمني سهل لكن (الفعل المنتج) يبقى في (حالة العدم)، وهذا يتولد منه (الإحباط) الذي (يتلون) به فضاء الوطن، وترتسم به الأحزان علي وجوه الناس ومداخل البيوت.
عليه فإن خطاب حمدوك أمس يستحق وصفه (بالنعي المستوجب) لحقبة حكومته الحالية، بل (لتشييعها) لقبرها بعد (شيخوخة) مبكرة و(موت) سريري..!!
مهما اجتهد حمدوك في غزل العبارات المحنطة والتمنيات اليتيمة.
فلن يجد لها (مرتعاً ولا مصداقية) بين قطاعات الشعب المختلفة التي تعاني (ويلات المعاش)، وتئن تحت وطأة العدالة (المذبوحة)، فالجوع والظلم وتردي كافة الخدمات والغلاء الطاحن، تمثل أقوي (إدانة) لحكومة حمدوك بل هي (الحكم النهائي) بضرورة رحيلها لتأتي حكومة (كفاءات وطنية) قادرة علي إدارة شئون هذا البلد المنكوب بسياسات (قحت الرباعية).
ونجدد القول هنا أن تعليق إنهيار معمار الحكومة علي شماعة مايسمونه (بالفلول)، لن يوفر لهم (بلسماً) يزيل عنهم تعاسة واقعهم ومراراته، ولن يكون (مبرئاً لذمتهم) أمام شعبنا الذي يعي كل ما يدور حوله…فلا خيار أمام هؤلاء المكابرين غير (الرحيل العاجل) رأفة بحالهم وإنقاذاً للشعب من هذا الدمار الزاحف..!!
*آخر ما يتبقى لهذا البلد المجروح.
هو (القول الفصل) لشعب السودان وبمساندة جيشه العملاق، لطي هذه (الحقبة) التي جاءت (وبالاً) علي الديمقراطية والحقوق العامة، ووضعت مستقبل الشعب علي (كف عفريت)…بل جعلته مستقبلاً بلا ملامح وبلا آمال وبلا طموحات يطمح إليها الشعب… فاعتبروا يا أولي الألباب..!!
سنكتب ونكتب…!!!