أمريكا وبقية منظومة الدول الليبرالية، التي يتغنى بإسمها أدعياء الحرية والديمقراطية، تهتم أول ماتهتم (ببناء القوة) التي تكمن في الاقتصاد والجيوش والتسليح والمخابرات والأمن العام، ليكون في يدها (القلم) الذي ترسم به ما تشاء حول العالم.
أما بقية دول العالم الثالث، فهم (الأشقياء) في مفكرتها الخاصة، وعليهم أن يظلوا (مزارع خلفية) تمارس فيها لعبتها الاستعمارية…والعملاء هم أفضل من يؤدي دور (المغفل النافع) الذي يحقق لها (بالوكالة) أطماعها الاستعمارية، وهو بالضبط ما أصيب به الآن وطننا السودان، حيث جاء التغيير (وبالاً) علينا فلا اقتصاد تقدم خطوة للأمام ولا فقر زال، بل المزيد من الانهيارات في كل شئ مع (هجمة شرسة) للغلاء وغياب تام للدولة عن (الهموم) التي تعصف بكل الشعب..!!
روشتة البنك الدولي، أول بنود المطلوبات الاستعمارية، ويجري الآن تنفيذها (بأريحية) من قبل الحكومة ليكون مصيرنا (الفقر المضني) والتسول علي أبواب المانحين..تماماً كما ينطق بذلك (مهزلة) ما يسمي بمؤتمر باريس أو مؤتمر (نزهة) نشطاء قحت الصغار، والأسوأ بعد بند بنك الخراب الدولي، استهداف الجيش والأجهزة الأمنية تحت لافتة خرقاء اسمها (إعادة الهيكلة)، التي تطوي تحتها (تشليع) القوة العسكرية للسودان، وحتي يصلوا لهذا (الهدف الشيطاني)، نراهم ونسمعهم يسيئون للجيش والأمن (بأحط) العبارات والعنتريات، ومن عجب أن قيادة الجيش (صم بكم).
بل والأدهى والأمر أنهم يوفرون (الحماية) لهؤلاء العملاء الذين، لم يتذكروا يوماً أن من ابتعثوهم لخراب السودان، يقدسون جيوشهم ويعززون قوتها الضاربة، ويخضعون لسلطة القانون كل من يسئ لهذه الأجهزة العسكرية، أم أنكم رضيتم بهذه (الوظيفة الوضيعة) لتخريب وطنكم ودمار شعبكم..؟! فلو أنكم وجدتم قيادة عليا في الدولة لا تساوم في المساس بالجيش والأجهزة الأمنية، لما تجرأتم ورفعتم (أصواتكم المشروخة) ضدها..ألا ترون كيف تبسط أمريكا ودول الغرب وغيرها التي جئتم منها، سيطرتها على العالم بقوة جيوشها وسلاحها..؟! هل سمعتم مواطناً فيها يقول ماعندنا جيش والأمن أولاد الحرام..؟!) هل سمعتم فرداً واحدا من مواطني أي دولة منها يهدد جيشها وأجهزتها الأمنية..؟! لم تسمعوا ولن تروا ذلك لكن كل هذا (السقوط الوطني) تجدونه ممكناً في وطنكم..!!*
لو أنكم جئتمونا من بلدان المهجر بالمعارف والعلوم النافعة ومخترعات التكنولوجيا والتخطيط الإجتماعي، وإسناد الشرائح الضعيفة وحتي كيفية نظافة المدن، لكنا (صفقنا) لكم بحرارة، لكنكم رضيتم (بالتبعية) فحملتم إلينا أرخص البضائع المتمثلة في الثقافات والسلوكيات (المنحطة)، التي أصبحت تعافها المجتمعات هناك..فيااااااحسرة شعبكم ووطنكم فيكم..!!
*سنكتب ونكتب…!!!*