*الكثير من الفرص أتيحت للقيادة العسكرية في رئاسة الدولة، لتكون (قيادة تأريخية) في ذاكرة الشعب، تماماً كما حظي بذلك المشير الراحل المقيم (سوار الذهب)، الذي قاد مع نخبة من ضباط الجيش أفضل فترة انتقالية في تأريخنا الوطني أعقبت ثورة أبريل 1985..
وكان ذلك مأمولاً بعد ثورة التغيير الأخيرة. لكن بدأ منذ البداية أن (المقام) أقل بكثير من إرث سوار الذهب، بل أصلاً لم ينل ولو (القسط اليسير) منه، وقد ظل مفجعاً أن (تتفرج) القيادة العسكرية بقيادة البرهان علي (الإذلال المتعمد) للمشير البشير القائد السابق للجيش علي أيدي طواقم اليسار الحاقد
بل رضوخهم المخزي وصمتهم (للإنتهاكات الفاضحة) للعدالة وذبحها من الوريد للوريد تحت (جاهلية) ما يسمى بالتفكيك، وسكوتهم (الحرام) تجاه الحرب علي دين وقيم الأمة.
هذا غير القبول، بلا أي إحتجاج، منهم علي التعدي علي (حرمة) الجيش والأجهزة الأمنية ورموزها بأقبح الألفاظ والمطاعنات، حتى حسب الناس أن القيادات العسكرية في حالة (موات كامل)، أو هي شريكة في مؤامرة ما يسمى بإعادة هيكلة وتفكيك المنظومة العسكرية..!!
الكثير من الاحتجاجات والمطالب العادلة التي دفع بها مواطنون في المركز والولايات، ماتت علي أعتاب مكتب البرهان، وماتت معها هيبة الدولة والقيادة وتحولت (لأضحوكة) في نظر قطاعات واسعة من الشعب.
ورغم ما يصدر من (تصريحات حماسية) بين الحين والآخر من البرهان وغيره، ورغم مايخرج من (هواء ساخن) منهم، ضد حكومة حمدوك والأحزاب الحاكمة، إلا أن ذلك سرعان ما يتبخر في الهواء ثم تعود (حليمة لقديما)
فلا قرار نافذ يصدر ولا فعل يشفي صدور الشعب الغاضب حتى أصاب (الإحباط والملل) كل الناس…والأمثلة كثيرة تتري كل يوم، وثورة الشرق بقيادة (ترك) معلقة في الهواء، لا تجد حتى الآن الحل المرضي لجماهير الشرق والبرهان ومن معه يتفرجون في صمت متبلد، ودعوات (حل) حكومة الأربعة والذهاب للإنتخابات التي صدرت منهم كأنها كانت (فورة صابون)..
ويتبع ذلك الآن إعتصام القصر (المهيب) الذي هو علي بعد خطوات من مكاتب قيادة الدولة، والآن مضى عليه أسبوع، والمطالب معلقة في الهواء ربما في انتظار (روشتة للحل) تأتي للبرهان وحمدوك من الترويكا أو من أمريكا أو دول عربية..كأننا أمة مصابة (بالعقم) لم تلد رموزنا الوطنية التي قادت حقباً سياسية سابقة..!!
*كأن البرهان ومن معه لا يسمعون ولايرون، وكأن علي رؤوسهم الطير…والشعب يهتف والقبائل تتوافد من الولايات والجوع الكافر والغلاء يخنقان البيوت..وهتافات المعتصمين تهز (الضمائر الحية)، فاستحوا يابرهان وحمدوك ومن معكما في القيادة، فهل انتم تدرون أنكم بهذا الصمت والغياب، تشاركون من حيث تدرون ماتدرون في مخطط تدمير السودان..؟! أين شرف القيادة بربكم..؟! من منكم يتقدم الصفوف ليفرض هيبة الدولة وينقذ الشعب ويعيد أمجاد القيادة التي نفتقدها كثيراً هذه الايام..؟!
سنكتب ونكتب…!!!