*وأصلاً لنفترض أن هنالك دولة سودانية قائمة ومكتملة الأركان، من مؤسسات دستورية (ناجزة) وعدالة (مترعة) وحرية (باذخة) وهيبة تكسوها، فما نراه (حالة عبثية)، وانتهاكات تكاد (تعصف) بكل شئ إن لم تكن عصفت فعلياً بهذا (الكل المريض).
وطن مأزوم ينام ويصحو على التظاهرات فاقدة القيمة والمعني، و(ضيق حياتي) يلد ضيقاً بعد ضيق، وأحزاب يسارية لا تعرف هي نفسها ماذا تريد ومن الذي يسوقها نحو حتفها، وإرادة وطنية (مسلوبة ومخنوقة) ما بين فولكر وودلبات وآخرين، ومستقبل بلد كامل تُرسم خرائطه خارج الحدود وتحت ضوء الشمس، وتخريب وقتل لايستثني حتي أفراد الأجهزة الأمنية و(ببشاعة)
لاندري من أي منشأ أتي بها الفاعلون، والسلطات تكتفي فقط بتأدية واجب العزاء في العسكر القتلى…فماذا ياتري بقي من (هيبة الجندية) حينما يقتل العسكر بأيادي مخربين..؟!
ويموت الكثيرون (غيظاً) حينما يحتشدون ويتظاهرون وهم يطالبون بطرد (الثعلب فولكر)، فإذا بهم في اليوم الثاني يرونه (يتمطى) في لقاءات مع مسؤولين كبار وأحزاب وسياسيين أفراد وكأنه يقول لشعبنا (طظ فيكم) .
ثم ذلك الذبح المتعمد للعدالة والمتمثل في إطالة (إعتقال) رموز سياسيين وإدخالهم في محاكمات باطلة تحت تهمة الإنتماء للنظام السابق وبما يسمونه تدبير إنقلاب يونيو 1989، ثم هذا الهرج والمرج علي مسرح العبث حينما يسعى البعض لإعادة تركيب الضرس المخلوع (حمدوك) لرئاسة الوزارة كأنما حواء السودان (عقمت) ولم تلد غيره، أو كأنما من يشتهي عودته يريد لنا المزيد من الفشل والسقوط الوطني…
فياااااا عجب..!!
*أما اليسار الذي ذهب لمتحف التاريخ بأركانه البائسة وأذنابه المخدوعين، فهو من يمسك بدفة العبث بالدولة، وهو يحلم بأن يحول الوطن (لأطلال)، ولايستحي أن يتفاخر بهذه (المهمة الإجرامية)، ولاندري إن كان سأل نفسه عن الفائدة التي تنتظره منها…ربما فقط هذه (الملاليم الحرام) التي قد تكون ثمناً لاستخداماته وإعادة تدوير (نفاياته الفكرية) لصالح شياطين المأسونية والعلمانية..!!
ويبقى السؤال المتجدد أين أنتم ياقيادة الدولة من هذا العبث بسلطان الدولة وحاضر ومستقبل السودان..؟!
سنكتب ونكتب…!!!