*بعيداً عن الضنك الحياتي والمعيشي (المرير) الذي يرزح تحت عبئه الشعب العريض، تدور رحى معركة أو (مشاجرة) غريبة الشكل والمضمون بين المكونين العسكري والمدني قطبي سلطة الحكم الانتقالي.
ولكل منهما نصيبه في أسباب (تأجيج) الصراع والخروج به للعلن، وكان الأجدر بكل طرف أن (يحاسب) نفسه قبل أن يحاسب الآخر، المكون العسكري كان عليه أن يتذكر أنه (خسر) موقفه منذ أن رضخ لحل المجلس العسكري، ورضي أن (يتقاسم) مقاعده مع قحت.
وفات عليه (الاقتداء) بتجربة الراحل سوار الذهب، كان علي الأقل فرض (هيبة الدولة) واستطاع أن يجنب البلد والشعب الكثير من (المصائب والمحن) وأولها مآلات ضعف حكومة حمدوك
بل الأسوأ أن المكون العسكري هو المسؤول، (بصمته المخزي) وتجاوبه المحزن مع كحت وهي (تمكن) لليسار وتشطب مرجعية الشريعة الإسلامية وتعبث بالقوانين وتوقع اتفاقيات العار…ثم صمته علي (مجازر) الخدمة العامة والاعتقالات الإنتقامية والمصادرات وغيرها من خروقات لجنة التفكيك أو التنكيل..ومن قبل سكت المكون العسكري علي الإساءات والاستفزازات (المشينة) التي طالت الجيش والأجهزة الأمنية.
إذن ما قيمة هذه (الغضبة المضرية) يابرهان ويا حميدتي التي جاءت منكما (متأخرة..؟!)… لكن مع ذلك نقول أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي..!!
قحت ونشطاؤها عليهم أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن (يتنمروا) علي المكون العسكري الذي وفر لهم (الحماية والرعاية والمؤازرة) في شراكة معلنة وواضحة.
أم ياترى يمكننا القول أن قحت حالها اليوم وكل يوم مع المكون العسكري، كحال (الإبن المدلل) مع والده، لا يقبل منه غير (الإستجابة) لكل مطالبه و(توفيرها) فإن (عجز) الأب أو استخدم (تقديراته الخاصة) غضب الإبن وصرخ وهاج وماج…فالمكون العسكري فعل كل مافي وسعه لتهيئة (البيئة الصالحة) التي يمكن أن تعمل فيها قحت (وسردب) للإساءآت والتخوين و(التشكيك) في نواياه والوصف المكرر (بلجنة البشير الأمنية).
.فلم تجد قحت شيئاً تتبادله معه غير هذه (الأدبيات المعطوبة) ولا إنجاز لحكومتها ولا(إبداع) من عناصرها غير (المبيت والمقيل) مع مفردات الكيزان والفلول والعهد البائد، التي جعلت منها بدائل تطعم وتسقي وتعالج بها شعبنا المغلوب علي أمره.
.فلا يحق للمكون العسكري أن يخرج (الهواء الساخن) ويطرح حلولاً أخري علها تخرج البلد والشعب من هذا الوحل المرهق؟!!
*إذن لامخرج من هذه (الدائرة الجهنمية) غير أن يلتفت كل طرف لنفسه ويتحمل مسؤوليته (الدينية والأخلاقية والوطنية)، فالمكون العسكري عليه أن يمضي قدماً في (مشروع إصلاح) هذا الواقع الوطني (البائس) بالجدية والقوة الذاتية وليس فقط (بأداة الغضب) وألا تأخذه في الحق لومة لائم ولا (صراخ) النشطاء بمسؤوليته أمام الله (أكبر) يوم تتطاير صحائف الأعمال.
وأما قحت فعليها أن تتخلص من (جلدها القديم) الذي (أهترأ) أمام الشعب بعوامل فشلها وحكومتها وانصرافها عن هموم البلد و(صلب) نفسها على حائط مبكي النظام السابق.. فهذا لن (يحلها) ولن يوفر لها (العذر)…ولتنظر إلي ما يحدث من تغيرات حاسمة في الشارع العام وقد (تبتلعها) وتصبح أثراً بعد عين… فاعتبروا يا أولي الألباب..!!
سنكتب ونكتب…!!!