في ذروة التضييق والملاحقات التي طالت الإخوان المسلمين في مصر على يد سلطة عبدالناصر، وجد الإخوان منفذاً لجامعة القاهرة، وكانوا (خلية سرية) من أربعة أشخاص فقط، قادوا (العمل الإسلامي) وسط الطلاب (بحرفية عالية) واستطاعوا تغيير مجري الوعي الطلابي ليصب في أهدافهم، وفي لحظة الإحساس بنجاح (المهمة الخطرة)، قال قائد الخلية :(لقد بدأنا أربعة فقط وبعد أربع سنوات كانت كل الجامعة تهتف من خلفنا..!!).
نهدي هذه الصفحة من تأريخ الأخوان في مصر لقادة “قحت” وعلى الأخص صلاح مناع الذي يبدو أنه قد (صعق) بخبر اجتماع شوري المؤتمر الوطني، فلم يجد غير أن (يكذب) الحدث الهام، ويهرف بقوله أنه كان على (الأسافير) فقط، رغم أنه في دواخل نفسه يعلم حقيقة الانعقاد، ربما أن مناع كان ينتظر أن يستأذن منه الحزب، وليس مناع وحده فقد ضربت (الصدمة) أوساط “قحت”، التي نامت علي (العسل) طيلة الفترة السابقة على (ظن آثم) منهم بأن حزب المؤتمر الوطني قد أضحى (تأريخاً) يرقد في أرشيف الذاكرة الوطنية ولا مكان له تحت الشمس مرة أخرى..!!
القليل من الحصافة كان يمكن أن يجعل مناع وثلته القحتاوية ينكبون على (قراءة ودراسة) بيان شورى الوطني الذي يمثل (مرافعة دسمة) تشخص (ببراعة) أزمات الراهن السياسي وتفتح نوافذ (للحلول) بشراكة وطنية بين جميع المكونات السياسية بما يحقق طموحات الشعب (المكلوم) ويحمي الوطن من الإنزلاق في الضياع والفوضى.
أما (خرافة) إقصاء وعزل الوطني، فهاهي تصبح مجرد (فقاعة) جرفها الهواء مع لحظة انعقاد شوري الوطني، فقد كان من قبيل (الهبل السياسي) أن يظن من يظن أنه من السهل إقصاء حزب تصل عضويته لأكثر من (5 مليون) شخص غير المتعاطفين معه…فتلك (طاقة وطنية) لابد أن تجد (متسعاً) في وطنها المثخن بمشكلات وأزمات معقدة، فعدم الاعتراف بالحزب من قبل حاضنة “قحت”، ما هو إلا (سباحة مضنية) في بحر هائج لا يُرى له ساحل..!!
*تحديات الحكم اختبرت قوي “قحت”، وهاهي النتيجة النهائية الفشل في كل شئ، أما ما هو متاح لهم بالمجان في سبيل (استعراض العضلات)، فهو هذا النمط من الدعاية الرخيصة ضد النظام السابق في ظن من اليسار وناشطيه والتبع أن (طحن الهواء) يمكن أن يكون خبزاً ودواء وكهرباء ومياه شرب وتعليم وسلام وحرية وعدالة…لسوء حظ “قحت” أن الشعب يطالع في نتيجة الاختبار كل لحظة، ويفهم أن من يحكمونه اليوم، أعادوا السودان عشرات السنين للوراء..!!
سنكتب ونكتب…!!!